أسئلة و رؤى
Volume 2, Numéro 4, Pages 46-53
2021-06-01

الاجتهاد النسوي من الايديولوجيا إلى الابستيمولوجيا

الكاتب : أسماء بقادة .

الملخص

إنها مقدمة تشمل نموذجين رمزيين للاجتهاد النسوي حيث تحول الأول إلى ركن من أركان الدين متمثلا في الحج وكان الثاني سببا في استمرارية الرسالة والدين، إنهما حدثان يحملان دلالة رمزية هامة لاجتهاد المرأة وهما يعبران عن اثنين من أهم المسلمات التي يقوم عليها الاجتهاد النسوي كنموذج ونظام معرفي له أدواته المعرفية والمنهجية، وتتمثل تلك المسلمات في الحدس والخبرة الذاتية للمرأة، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق هو مدى قدرة الرجل على أن يحل محل المرأة في هذا الاجتهاد ولماذا تختلف قراءة المرأة وتفسيرها للنصوص والظواهر عن قراءة وتفسير الرجل وما سبب وأهمية طرح موضوع الاجتهاد النسوي اليوم بالذات؟ مجموعة من الأسئلة استغرقت محاولات الرد عليها عقودا من الزمن، ويعود الفضل في ذلك إلى مجموعة من الدراسات والبحوث التي قامت بها مجموعة من النساء الأكاديميات والعالمات في مختلف المجالات، نقلت قضية المرأة من الإيديولوجيا القائمة على خلفية الصراع، سيما مع الموجة الأولى للنسوية إلى الابستمولوجيا من خلال طرح مشكلة المرأة في العلم أو في العلم الذكوري، وسنتناول في هذه الدراسة نوعين من الاجتهاد النسوي، الأول يمثل الدراسات النسائية النقدية للعلم الذكوري الذي أنتجه النظام المعرفي الإسلاموي الذي وضع قواعده ومسلماته الفقهاء الذين انفردوا بالاجتهاد عندما اشترطوا الذكورة في صناعة الفتوى، والثاني يتمثل في تلك البحوث الابستمولوجية النقدية تجاه البراديغمات والأنظمة المعرفية الأرسطوطاليسية والديكارتية التي كانت وراء المكانة المتدنية للمرأة الأمر الذي أدى إلى البحث عن إشكالية العلم في الفكر النسوي، مما أدى إلى بناء نموذجين معرفيين جديدين تقاطعا عند الكثير من النقاط ونقلا قضية المرأة من الأيديولوجيا والصراع ومناهج المفاضلة والمقابلة والمقارنة إلى الابستمولوجيا حيث يجري البحث عن طرح مشكلة المرأة في العلم ثم إشكالية العلم في الفكر النسوي ويهدف ذلك كله إلى إحداث قطيعة معرفية مع النماذج القديمة التي حجبت الجانب الأنثوي، وبناء نماذج جديدة تقوم على التناغم والانسجام عبر إدراج المنظور النسوي للعلم من حيث نظرياته ومناهجه وأدواته المعرفية..الخ.

الكلمات المفتاحية

الاجتهاد، النسوية، المرأة، قضايا، الذكورية