مجلة الواحات للبحوث و الدراسات
Volume 15, Numéro 1, Pages 523-534
2022-06-09

عوامل تأثر المرابطين بالحضارة الأندلسية – فن العمارة أنموذجا-

الكاتب : ناجي لخضر .

الملخص

يعتبر المزج والنهل الحضاري بين الدول من بعضها البعض من أسمى وأرقى العلاقات التي يمكن أن تعبر بما كان على وعي الدول والشعوب لهاته القيمة الحضارية، و التي تشكل دائما وفي الغالب رافدا من روافد العلم والمعرفة والحضارة بشكل عام، ومدعاة للخروج من الفكر الانطوائي والانزوائي وحتى القبلي الذي يحجب العقول ويكبح فطرة الإبداع والانفتاح على الآخر للاستفادة منه بما يخدم مصالح الجميع إيجابا. ولقد عبرت عن كل هذا الدولة المرابطية وحكامها من خلال انفتاحها التام على كل ما هو أندلسي بعد عملية ضم المنطقة إلى حكمهم، وهذا من خلال الاستفادة من المظاهر الحضارية التي كانت في الأندلس ومحاولة نقلها إلى منطقة المغرب خصوصا ما تعلق بفن العمارة الذي كان يعكس دائما صورة الدَّولة لدى الآخرين من حيث التَّحضر والتَّطور، فأنتج هذا التمازج فنَّا جديدا في العمارة سمي "بالفن المغربي الأندلسي" الذي يتَّسم بالصَّلابة والمناعة، و الجمالية في الشكل والزَّخرفة، وما كان لهذا الأمر أن يتحقق على أرض الواقع إلاَّ بوجود بعض العوامل التي ساعدت في ذلك، كان منها رغبة الحكام والأمراء المرابطين الاستفادة من كل ما هو حضاري وعلمي، من خلال الاهتمام بالعلماء وجميع الطاقات والخبرات في شتى المجالات وهذا من خلال التشجيع الذّي والدعم المادي والمعنوي، بالإضافة إلى عامل السياسة الذي وحَّد المنطقتين وسهل عملية العبور والانتقال لهاته الروافد الأندلسية إلى المغرب دون حاجز وقيد، فصارت المنطقتان قطعة واحدة لا تجد فيها الرعية أيَّ حرج في التنقل الحر و القيام بمهنها وحرفها في المنطقة دون خوف أو شعور بالنقص.

الكلمات المفتاحية

المرابطون، المغرب والأندلس، التأثير، العوامل، العمارة الأندلسيّة، الخبرة الأندلسيّة التَّفاعل الحضاري، التَّمازج.