مجلة العلوم وافاق المعارف
Volume 2, Numéro 1, Pages 49-65
2022-06-01

الحجاج والإقناع في الخطاب الإيديولوجي

الكاتب : بالقسم محسن .

الملخص

يعد الخطاب من المفاهيم التي تستخدم في كل مجالات الحياة السياسية، والاجتماعية، والتعليمية وغيرها... وعادة ما يأخذ الخطاب صفة تميزه عن أصناف الخطابات الأخرى، كالخطاب السياسي، والخطاب العلمي، والخطاب الأدبي والخطاب الأيديولوجي...، فأي خطاب كيفما كان نوعه أو صنفه لا يخلو من الحجاج والإقناع، فعصرنا هذا عصر الحجاج والإقناع والتأثير بامتياز، لاسيما مع تطور وسائل الإعلام، المتضمنة لفيض من الخطابات اليومية المتضاربة والمتعارضة في الأفكار، مما يجعل اللجوء إلى الخطاب الحجاجي والإقناعي شيء حتمي على كل خطاب، يضع بين أهدافه إقناع الآخر، واستقطاب أكبر عدد من المناصرين لخطابه، وبالتالي لإيديولجيته، فالخطاب إذا هو مجال واسع للحجاج والإقناع، والخطاب الإيديولوجي بدوره لا يخرج عن هذه القاعدة، فهو خطاب حجاجي وإقناعي بالدرجة الأولى، يهدف القائم به إلى الدفاع عن أطروحته الفكرية سواء كانت سياسية أو علمية أو مرتبطة بالمجتمع... وذلك باللجوء تارة إلى أدوات حجاجية منطقية، ترفع من مستوى المتلقي للخطاب، وتجعله غاية أو باللجوء إلى وسائل إقناعية توهيمية وذهنية، ومغالطات لغوية تلعب على الوتر الحساس لمن يتعرض لها، وفي ضوء هذه الأفكار ستتبلور مداخلتنا، حيث سنقدمه عبر ثلاث محاور أساسية، سنتحدث في المحور الأول عن الشق المفاهيمي، حيث سنقف على تعريف مفهوم الخطاب وأنماطه وكذا معايير تصنيفه النسقية والسياقية وكونه فعل وإنجاز، ثم سنتطرق إلى مفهوم الإيديولوجية وعلاقته بالخطاب، لنقف كذلك على مفهومي الإقناع والحجاج كمفهومين محوريين في بحثنا، أما في المحور الثاني فسنحاول تقديم نظرة شاملة وعامة على نظريات الحجاج باعتباره خطابا، وبذلك سنقتصر على نظريتين فقط، ثم على وسائل الإقناع بشكل مبسط مرورا بالمنظومة التواصلية، التي يتحقق من خلالها عنصر الإقناع والاقتناع، ثم سنتطرق في المحور الثالث، إلى بعض الحجج في الخطاب الإيديولوجي، ثم إلى بعض المغالطات اللغوية كأداة من أدوات الإقناع، التي يمكن أن يلجأ إليها ملقي الخطاب. من هنا يمكن أن نخلص إلى أن العلاقة بين الخطاب والإيديولوجية هي علاقة ترابط وتلازم، فالتوجهات الإيديولوجية لا يمكن تجسيدها إلا عبر وسائط لغوية، أي عن طريق الخطاب، إذ لا وجود لخطاب بدون إيديولوجية، ولا وجود لإيديولوجية بدون خطاب، وتبين لنا أن الخطاب الإيديولوجي يتضمن العديد من الحجج التي يمكن أن تحقق للقائم بها التأثير في الآخر وإقناعه، وكذا مجموعة من المغالطات اللغوية كوسيلة من وسائل الإقناع التوهيمي، التي تعمد على استدراج عطف المتلقي، وبالتالي توهيمه بجدوائية طرح إيديولوجي على غيره. فالخطاب إذن، مجال واسع لممارسة الحجاج والإقناع، باعتبار أن الخطاب ليس إلا وسيلة في يد الحجاج، وبالتالي يمكن أن يمرر من خلاله مجموعة من الحجج العقلانية أو التوهيمية في سبيل إقناع الآخر، وعموما يمكن القول إن أي خطاب لا يخلو من نية مبيتة في إقناع الآخر واستمالته. Nous concluons que la relation entre discours et idéologie est une relation d'interrelation et d'interdépendance, car les tendances idéologiques ne peuvent être incarnées que par des moyens linguistiques, c'est-à-dire à travers le discours, car il n'y a pas de discours sans idéologie, et il n'y a pas d'idéologie sans discours, et il que le discours idéologique comprend de nombreux arguments selon lesquels il peut obtenir l'influence de l'autre et le persuader, ainsi qu'un ensemble d'erreurs linguistiques comme moyen de persuasion délirante, qui est basée sur l'attrait de la sympathie du destinataire, et donc l'illusion de la faisabilité d'une proposition idéologique sur les autres. Le discours est donc un vaste champ pour la pratique des pèlerins et de la persuasion, étant donné que le discours n'est rien d'autre qu'un moyen entre les mains des pèlerins, et donc il est possible de faire passer par lui un ensemble d'arguments rationnels ou illusoires dans afin de persuader l'autre, et en général on peut dire que tout discours n'est pas sans une intention préméditée de persuader l'autre.

الكلمات المفتاحية

الكلمات المفتاحية: الحجاج ; الإقناع ; الأيديولوجيا ;الخطاب ; اللغة ; الكلام ;الإنتاج