المناهل
Volume 1, Numéro 1, Pages 119-141
2016-06-01

ظاهرة المد في الآداء الشعري وأثره في تغير دلالة الألفاظ من خلال ديوان الصبابة لابن أبي حجلة

الكاتب : محمد مشري .

الملخص

جاشت قريحة "ابن أبي حجلة" بجيد من المنثور والموزون أودعهما كتابه "ديوان الصبابة"، الذي انداح بنصوص تفيض رقة وعذوبة تأسر الألباب وتسحر النفوس، فلا محيص عن قراءتها من أول الكتاب إلى منتهاه والأمل يراود مطالعه أن لا يأتي على آخره فتنقضي المتعة وتزول النشوة، فاختيارات صاحب الديوان أبانت عن مستودع من المشاعر والأحاسيس الرائقة تستهوي كل من ينظر في منظوم شعرها، ويشنف أذنه بسماعها حينما يترنم بإنشادها وترتيل نصوص نثرها، فما من موضوع أتى عليه المؤلف إلا ووفّاه حقه في التعبير عنه بأرقى الأساليب وأعذب الألفاظ، فتنساب المعاني تترى برونق وجمال يوشح الفكرة فيزيدها جلاء ووضوحا. ولما كان هذا الموضع غير مخصّص للإشادة بالقيمة الأدبية لديوان الصبابة، تمّ التحوّل عن ذلك والانصراف إلى نكتة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي القيمة اللغوية التي عج بها الكتاب؛ حيث ترصّع بألفاظ اقتناها المؤلّف بعناية لتكون سفيرا مبينا عن المعاني التي أراد أن تستشف واقعا مكلوما في حياة العرب قديما، وليس هناك أفضل من الشعر الذي أوتي جوامع مستويات اللغة ومكنوناتها بدءا من الأصوات وانتهاء بدلالة الألفاظ المترفّلة بقرائنها داخل السياق، ناهيك عن المعاني البلاغية المتبرقعة بالمجاز، وكل مستوى من هذه المستويات يتعالق مع الآخر ولا ينفك عنه حتى يعمل على البرهنة على صحة تموضعه وصلاحية تواجده في النظام اللغوي دون غيره، وهذا الارتباط الوثيق بين مستويات اللّغة العربية ووحداتها هو الذي ميّزها عن نظيراتها من اللّغات التي هي في منزلتها.

الكلمات المفتاحية

ظاهرة المد، الاشتقاق، صوت، دلالة، صائت، القافية