مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية
Volume 7, Numéro 4, Pages 460-478
2022-05-11

تجارة القرطاجيين سبب ازدهار أم عامل ضعف ؟

الكاتب : بوضبيع عمر .

الملخص

ييتعلق الأمر في هذه الورقة البحثية بذلك النشاط التجاري الذي عرِفَ به القرطاجيون الذين استقروا منذ نهاية القرن التاسع ق.م شمال شرقي بلاد المغرب القديم، والذين ورثت عاصمتهم السيادة على المستعمرات الفينيقية في غربي المتوسط عن المدينة الفينيقية الأم صور بداية القرن السادس وتحديدا سنة 574 ق.م، وقد حولت قرطاج هذه المستوطنات المنتشرة في غربي المتوسط إلى شبكة من المراكز التجارية استطاعت من خلالها تنشيط حركة مبادلات تجارية مربحة بينها وبين العديد من الشعوب المتوسطية وكذا شعوب الداخل الإفريقي. تمكنت العاصمة البونية من خلال هذا النشاط التجاري الدؤوب، الذي انفردت به لعدة قرون متتالية والتي تحولت بفضله إلى إمبراطورية بحرية، من تحقيق عائدات معتبرة ساهمت في ثرائها، إلا أنها لم تعمل بالمقابل على تطوير ميكانيزمات اقتصادية تواكب عن طريقها تلك الحركية الاقتصادية المتحولة باستمرار خاصة بعد القرن السادس ق.م، وتمثل ذلك في التأخر في سك عملة بونية تساهم في تسهيل حركة التبادل التجاري، وعدم الاهتمام بتطوير الصناعات المحلية، وكذا استحداث مؤسسات مالية كالبنوك التي ظهرت في بلاد اليونان، وهو الأمر الذي جعل الاقتصاد القرطاجي يبدو كاقتصاد هش يمكن أن ينهار أمام التحديات السياسية والاقتصادية التي كانت تواجه جميع الدول المتوسطية الساعية وراء السيادة البحرية.

الكلمات المفتاحية

اتجارة – قرطاج – أرباح-ازدهار – ضعف