الباحث
Volume 5, Numéro 2, Pages 281-290
2013-12-31

أدورنو وهيدغر: نحو تجاوز الأنطولوجيا الفينومنولوجية ؟

الكاتب : بومنير كمال .

الملخص

لا شك أنّ الانتقادات الذي وجييا ممثل الجيل الأول لمدرسة ف ا رنكفورت ثيودور أدورنو إلى الفيمسوف الألماني الكبير مارتن ىيدغر) 1( تعد من أعمق الانتقادات وأكثرىا ا رديكالية التي وُجيت ليذا الفيمسوف من طرف ممثل بارز لتقميد فمسفي ينتمي إلى الفضاء الفكري الييغيمي-الماركسي الذي تنتسب إليو النظرية النقدية لمدرسة ف ا رنكفورت. وقد تركزت ىذه الانتقادات عمى وجو التحديد حول ق ا رءة ىيدغر ) 2( لكتاب إيمانويل كانط نقد العقل الخالص، ولمفيوم "الكينونة" الذي شكّل ،بطبيعة الحال، المحور الأساسي للأنطولوجيا الفينومنولوجية لييدغر . يعتقد أدورنو أنّ ق ا رءة ىيدغر لنص نقد العقل الخالص كان غرضيا الأساسي تقديم الفمسفة الكانطية كفمسفة أنطولوجية وىذا قصد إف ا رغيا من مضامينيا النقدية التي شكمت محور اىتمام كانط والمقصد الأساسي والمركزي لممشروع الفمسفي الكانطي برمتو، وفي ىذه الحالة نرتد –بحسب أدورنو- إلى مرحمة ما قبل نقدية. ويبرّر أدورنو ذلك بأنّ ىيدغر في كتابو كانط ومشكمة الميتافيزيقا ، ولكي يستخمص من ق ا رءة النص الكانطي المحظة المضادة لمنزعة الذاتية و"المتعالية"، أضفى عمييا طابعا أنطولوجيا" ( 3) وقد سبق لييدغر أن عبّر عن ىذه الفكرة في د ا رستو لكانط بقولو " إنّ الغرض من ىذا الكتاب ىو تفسير نقد العقل الخالص لكانط بكيفية يتم فييا توضيح أنّ "مشكمة الميتافيزيقا" ىي مشكمة متعقمة بالأنطولوجيا الأساسية" 4). ويمكن القول تبعا لذلك أنّ ىيدغر قد جانب الصواب –حسب أدورنو- في ىذه الق ا رءة ) لأنّو اعتقد بإمكانية مماثمة اىتمام كانط الحقيقي لمموضوعية ب "أنطولوجيا خفية" غير حاضرة في الفمسفة النقدية الكانطية ( 5). أو بعبارة أخرى: إنّ التأويل الأنطولوجي لكانط من قبل ىيدغر لا " يتعارض فقط مع النقد الكانطي للأنطولوجيا العقلانية، بل مع سيرورة نقد العقل نفسو؛ لأنو –وبحسب كانط-تحدّد الموضوعية –المتعمقة بالمعرفة ومجموع كل ما تمت معرفتو- بالطابع الذاتي، أي بالذات المتعالية

الكلمات المفتاحية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ