الخطاب
Volume 6, Numéro 8, Pages 155-166
2011-01-01

التداوليّة وتحليل الخطاب

الكاتب : الجوة أحمد .

الملخص

البلاغة فنّ عريق صاحب نشاط الإنسان في حياته منذ أقدم العصور وكان أداة الإقناع والحجاج لدى قدماء اليونان وسبيلَ الخطباء والسوفسطائيّين الذين فكّروا في سياسة المدينة وبناء أنساق التفكير وطرائق الاحتجاج على هذه الأنساق. والبلاغةُ في حضارة العرب طريقة في أداء الأقاويل الشعريّة وفي تأليف المنظوم والمنثور بها تأدّت أنماط القصائد وبوجوهها وفنونها استدلّ النّقّاد على جودة الشعر والنّثر ومازوا فحول الشعر وصنّفوا الشعراء طبقات. ولئن تحكّمت الذائقة الفرديّة في أعمال النقّاد والعلماء بالشعر وفي الانتصار لشاعر دون آخر، فإنّ ما أوجده البلاغيّون العرب من تسميات واصطلاحات لدراسة المدوّنة الشعريّة بصورة أخصّ ومن تناول للخطب يقوم دليلا على كثافة الجهود التي بذلوها في تعقّب الظّاهرة الإبداعيّة، وقد يكون مفهوم "النّظم" الذي شكّله صاحب "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" من أقوى المتصوّرات البلاغيّة مضاهاةً لما تولّد في التفكير البلاغيّ والنقديّ الحديث من مصطلحات استرفد أصحابها التحليل اللساني وأفادوا في بناء البلاغة الجديدة ممّا تحقّق في علوم اللسان. وحين واجهت البلاغة العربيّة القديمة "الحدث القرآني" وتجاوزت البحث في النصّ الدنيوي إلى النصّ المقدّس اختطّت لنفسها سبيلا جديدا فكانت عديد المصنّفات في مباحث الإعجاز أمارةَ اقتدار هذه البلاغة على البحث في الكلام الإلاهي وعلى الارتقاء بهذا الفنّ إلى ذُرى سامية.

الكلمات المفتاحية

--