المعيار
Volume 26, Numéro 3, Pages 182-196
2022-04-15

مصير العولمة ما بعد جائحة كورونا

الكاتب : جعرير محمد .

الملخص

وصل الترويج للعولمة اليوم بأنها تحمل صبغة العالمية الخيّرة بتوظيف المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية (البنك العالمي، صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العلمية...) وبتوجيه فكري، ايديولوجي وسياسي كذلك. فما أنتجته العولمة ارتبط في نشأته بعدد من الظروف، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية التكنولوجية، فأصبح العالم يعيش ظاهرة تفتت وتفكك المرجعيات، فالظاهرة تعكس بعمق الأزمة في التصورات بالأطروحات المفاهيمية والنظرية التي عرفها البعد الفكري والثقافي والإيديولوجي العالمي الغربي الأمريكي وبروز القطبية الأحادية، حيث أصبحت دول المركز تستحوذ على العلم والتكنولوجيا وتمتلك المال والسلطان والقوة العسكرية وتدير مصالحها في مختلف أنحاء العالم. لكن مناهضي العولمة تعالت أصواتهم بأخطارها وأزماتها، مثل أزمة التغيرات المناخية وغيرها...ثُم أزمة جائحة "كوفيد-19 " اليوم، بل واستشرف بعضهم بأن الأزمة الراهنة سوف تكونُ نهاية للعولمة. إن هذه الحالة الوبائية ستعزز إبطاء مسار العولمة وتزايد الانكفاء على الذات، واتجاه موازين القوى الدولية إلى مزيد من التوزيع والتعددية، مع تنامي حدة الطابع الصراعي/التنافسي بين القوى الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة والصين. What globalization produced was linked in its inception to a number of social, political, economic, cultural and scientific-technological conditions, so the world is experiencing a phenomenon of fragmentation and disintegration of references. The center acquires science and technology, owns money, power, and military power, and manages its interests around the world. But the opponents of globalization raised their voices with its dangers and crises, such as the crisis of climate change and others...and then the crisis of the "Covid-19" pandemic today, and some of them even predicted that the current crisis will be the end of globalization. This epidemiological situation will reinforce the slowdown in the path of globalization and the increasing introversion, and the tendency of the international balance of power to more distribution and pluralism, with the increasing intensity of the conflict/competitive nature between the major powers, especially the United States and China.

الكلمات المفتاحية

العولمة، النظام العالمي، القطبية الأحادية الأمريكية، الجائحة، كوفيد 19.