الوقاية والأرغنوميا
Volume 13, Numéro 3, Pages 91-105
2019-12-05

دور الدين في الوقاية من المخدرات

الكاتب : مسعودي رضا .

الملخص

فإن الله عزّ وجلّ كرّم بني آدم، وأحلّ لهم الطيبات وحرّم عليهم الخبائث، ونهاهم عن كل ما يؤدي إلى الإفساد بدينهم، والإضرار بمصلحتهم. ولقد أوجبت الشريعة الإسلامية حماية الضروريات الخمس التي يقوم عليها بناء المجتمع الصالح: أي حماية النفس والعقل والدين والمال والعرض. وجاءت النصوص المحكمة تحرّم كل ما يلحق الضرر بشيء من هذه الضروريات. والعقل من أعظم النعم التي أفاء الله بها على بني البشر، وجعله شرطًا لتحمُّل التكاليف الشرعية بكل جوانبها. واعتبر العبث بهذه النعمة، والعمل على إفسادها بأية وسيلة كانت، من الجرائم الكبرى التي تعطّل أهم ملكات الإنسان التي تدفعه للتفكير في ذاته، والنظر في خلق الله، والتدبر في الكون من حوله، والاستفادة من كل ما سخره الله عز وجل لإسعاده وإسعاد البشرية جمعاء؛ ومما يدعو للأسى، أن نرى هذا الإنسان يقوم بالاعتداء على هذه النعمة بفعله أو بتأثير غيره، فيعمد إلى إتلافها من جراء تعاطي المخدرات والمسكرات، التي عمّت بلواها أرجاء الأرض كافة. وبما أن المخدرات مفسدة للعقل ومخربة للبدن، ومضيعة للمال والجهد والإنتاج، ومخربة للشخصية ومجلبة للضرر أجمع الفقهاء على تحريمها بلا خلاف؛ وأجمعوا كذلك على إنزال أشد العقوبات بمرتكبيها ومروجيها وكل من يؤدي بأي سبب من الأسباب إلى تسهيل تعاطيها. والحديث النبوي الشريف التالي يبين ذلك بوضوح. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة، عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له". فشرب الخمر فعل تشترك فيه هذه الفئات العشرة من الناس، بمختلف مراحل إنتاج وتوزيع واستهلاك الخمور، وما ينطبق على الخمر ينطبق على غيرها من الموبقات والمحرمات مثل بقية المخدرات.

الكلمات المفتاحية

.دور الدين، الوقاية،المخدرات