مجلة علوم اللغة العربية وآدابها
Volume 14, Numéro 1, Pages 944-969
2022-03-15

مفاجئة بشارة الأولاد في القرآن الكريم (دراسة أسلوبية)

الكاتب : صادقي اسحاق . فرع شيرازي سيد حيدر . بلاوي رسول . مهتدي حسين . زارع ناصر .

الملخص

هناك في القرآن الكريم حوارات بين الأنبياء والملائكة حيث يبشرون الأنبياء بأن يكون لهم ولد على خلاف المعتاد في الطبيعة بأن يكون الولد من امرأة عاقر أو في سن الكهولة أو يكون الولد بلا أب، فهذا الخلاف في العادة يؤدي إلى مفاجئتهم حين يسمعون خبر هذه البشارة في بداية الأمر لكنهم حين يفهمون بأن الأمر أمر إلهي يؤمنون به وتطمئن إليه قلوبهم. ففي كل لحظة تحدث واقعة على خلاف الانتظار والتوقع يواجه الإنسان بالمفاجئة وإثر هذه المفاجئة يأتي بالحركات والأقاويل التي يمكن تحليلها وإحصاءها في النص والكلام. قمنا في هذا المقال بتحليل الحوارات التي دارت بين الأنبياء والملائكة بشأن بشارة الولد في قصة إبراهيم وزكريا ومريم عليهم السلام ومفاجئتهم وحللناها أسلوبياً لنرى خصائص هذه الحوارات ووجوه تشابهها وافتراقها من حيث استخدام الكلمات والجمل التي قد تتغير من حوار إلى الآخر لنبين المعنى الذي يدركه القارئ من هذه التغييرات في مبنى الأصوات والكلمات والجمل على المنهج الوصفي- التحليلي مستعينين بالمنهج الإحصائي. وصل البحث إلى أنّ الأنبياء حين يبشرهم الملائكة يدهشون بالخبر الذي ليست أسبابه الطبيعية متوافرة فيفاجئون في البداية ويسألون عن كيفية وقوع الخبر حسبما تخيلاتهم وتفكراتهم الإنسانية التي ترى العالم نظاماً يسير على مدار العلة والمعلول، لكنهم تختلف مواجهتم بهذه المفاجئة حيث يستخدمون في سياقات متشابهة أساليب مختلفة لكلامهم مثل استخدام "أ وما وأنّى" الاستفهامية أو اختلاف حروف الهمس والجهر في كلامهم نتيجة شدة مفاجئتهم أو ضعفها. وبما أنهم يعتقدون بقدرة ربهم وإرادته التي تفوق العالم يخضعون أمام أمر ربّهم، ومع أنّهم لا يرون أنفسهم مستعدة على إنتاج الولد بشكل اعتيادي، لكنهم بسبب إيمانهم بحصول أمر الله تبارك وتعالى يؤمنون بكلام الملائكة سمعاً وطاعةً.

الكلمات المفتاحية

القرآن الكريم، الأسلوبية، المفاجئة، البشارة، الأولاد