الزهير للدراسات والبحوث الاتصالية والإعلامية
Volume 1, Numéro 1, Pages 167-186
2021-09-01

نظرية التلقي من مجال الأبحاث الأدبية إلى دراسات الميديا: التطور والإشكالات

الكاتب : محمد لمين قوميدي . أحمد بونعامة .

الملخص

إن التغيرات التي طرأت على الحياة الاقتصادية والسياسية في منتصف السبعينات من القرن الماضي كان لها الأثر في إعادة النظر في المناهج والأساليب الدراسية التي لم تعد تلبي حاجة البحث في مجال الأدب والفن، وبدأ الانشغال بقضايا التلقي، القراءة، والتأويل، في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في الدراسات النقدية الألمانية، أين ظهرت مدرسة كونستانس، إلى جانب ذلك فقد أسهمت التيارات الفلسفية والفكرية السائدة آنذاك في ظهور نظرية التلقي وقدمت بعض الحلول المنهجية لأزمة البحث في مجال الثقافة والأدب. وعلى هذا الأساس كانت انطلاقة النظرية على يد العالم "ياوس" Hans yauss، ثم تبعه بعد ذلك مواطنه أيزر Wolfgang izer الذي تبنى آراء "ياوس" لبلورة مفهوم جديد يحتفي بالعلاقة المتبادلة بين النص والقارئ، وكذا التركيز على أن الفهم الحقيقي للنص ينبثق من القارئ. لقد وجدت نظرية التلقي صداها في حقل الممارسات الإعلامية، نتيجة لتطور البحوث الاتصالية وبالخصوص بحوث جمهور وسائل الإعلام، إذ أن هذه الأخيرة تعد من أهم المجالات البحثية في حقل بحوث الإعلام والاتصال، باعتبار الجمهور هو المستهدف الأساسي في العملية الإعلامية التي لا تكتمل أركانها دون تلقي رسائلها. انتقل البحث عن ''ماذا تفعل وسائل الإعلام بالناس" إلى الاهتمام بالبحث عن " ماذا يفعل الناس بوسائل الإعلام؟". ومن هنا سنحاول من خلال هذه المداخلة إعطاء مشهد علمي حول الظروف التي ظهرت فيها نظرية التلقي، والمراحل التي مرت بها مدارسها الرئيسية، وصولا إلى انزياحها في مجال علوم الإعلام والاتصال وأهم الإشكالات التي يمكن فهمها من خلال تطبيق الآليات والمعايير التي وضعتها النظرية لفهم أفضل للعلاقة القائمة بين وسائل الإعلام وجمهورها.

الكلمات المفتاحية

التلقي؛ دراسات الميديا؛ نظرية التلقي؛ الجمهور.