مقاربات فلسفية
Volume 2, Numéro 2, Pages 59-90
2015-06-05

المثقّف في مواجهة السلطة

الكاتب : منوبي غبّاش .

الملخص

علاقة الثقافة بالسلطة هي علاقة ملتبسة لأنها قابلة لأن تتحدّد من أكثر من جهة ولا يمكن بالتالي اختزالها في جانب معيّن. يمكننا أن نقول ببساطة إن المثقفين بغضّ النظر عن تنوع الاسماء التي تعتبر معادلة في دلالتها لاسم المثقّف مثل فيلسوف، كاهن، عالم، واعظ...إلخ، هم حاملوا إيديولوجيا السلطة المهيمنة والمدافعين عن رهاناتها بتقديمها في شكل يوحي ويُوهِم بأنها رهانات المجموعة ككل أو الأمة أو الشعب أو حتى مرتبطة بالغيب والمطلق كما هو الحال في الإيديولوجيا الدينية. ما قلناه يبيّن صعوبة المشكل الذي نحن بصدده، ومع ذلك سنوجه تفكيرنا في مسارين اثنينِ: أوّلا، تحديد علاقة المثقف بالسلطة من جهة التبعيّة ومن جهة المقاومة تِباعًا. وأيضا محاولة القيام بنقد مزدوج للسلطة والمثقف، بمعنى محاولة نقـد "ثقافة السلـطة" و"سلـطة المثقّف" باعتبار أن المثقّف يمارس سلطة (سلطة الفكر، سلطة الخطاب) يسعى بواسطتها الى إسقاط السلطة القائمة أو إزاحتها والحلول محلّها. وثانيا، سنحاول اختبار مفـهوم "المثّقف الكـوني" الذي لا تحُدُّه مقولة السلطة، ذلك انه لا يبرّر سلطة ولا يسعى الى الحصول على سلطة أو المشاركة فيها بل تحقيق بديل نظري لنمط آخر للوجود وللعيش المشتـرك وفق قيم الحرية والعـدالة و"الحياة الجيّدة" La vie bonne.

الكلمات المفتاحية

المثقف المقاوم ، المثقف التابع، المثقف الكوني، فوكو ، ٍماكس فيبر ، السلطة ،