مجلة الحكمة للدراسات التاريخية
Volume 4, Numéro 4, Pages 82-91
2016-12-01

الأسس الفلسفية للقيم الخلقية عند الأبيقوريين

الكاتب : صادق بن سليمان .

الملخص

لقد كان طلب المعرفة لذاتها عند أرسطو هدفا أسمى بعيدا عن كل منفعة عملية، وعلى هذا اعتبر الميتافيزيقا أو الفلسفة الأولى أشرف العلوم وأسماها مرتبة. أما أبيقور فعلى العكس من ذلك جعل العلم خادما للحياة. ومُوجّها لها نحو تحقيق أسمى ما تصبو إليه النفس من طمأنينة، وسكينة وسلام. وأنكر على الفيلسوف اشتغاله بالرياضيات وبالتاريخ، لأنهما عديمي الفائدة وليس وراءهما عمل يُرتجى. الرياضيات قائمة على الاستنتاج من مسلمات كاذبة، ومفاهيم غير صحيحة. كما أنها غير قابلة للتدليل عليها بناء على المعرفة الحسية. والنقاط الهندسية والخطوط والسطوح، لا أثر لها في الواقع. وكذا علم التاريخ الذي يحشو ذهن الإنسان بمعلومات لا تفيده، فلن يُضارَّ أحد إذا هو لم يقرأ بيتا واحدا من قصائد هوميروس بل حتى المنطق التقليدي الذي وضعه أرسطو، لا يفيد الإنسان في شيء طالما لا يهتم بسلوك الإنسان وتحقيق السعادة. ومن ثم يقسّم أبيقور الفلسفة إلى أقسام ثلاث هي : المنطق أوالعلم القانوني، الطبيعة والأخلاق. وغاية الفلسفة عنده تحرير الفرد، وتحقيق طمأنينته، وعلى هذا كانت الأخلاق أساس هذه الفلسفة، بل غايتها، والمنطق وعلم الطبيعة مجرد خادمين لها. بهذا المعنى تصبح الفلسفة ميسورة لكل إنسان وفي كل سنّ. إن سعادة الإنسان لا تتحقق إلا بوقاية الجسم من الألم، وتخليص النفس من القلق، وهذا مرتبط بالقضاء نهائيا على كل مصادر الخوف والإزعاج، خاصة الخوف من الآلهة والخوف من الموت.

الكلمات المفتاحية

الأسس الفلسفية للقيم الخلقية عند الأبيقوريين