مجلة الحكمة للدراسات الأدبية واللغوية
Volume 3, Numéro 1, Pages 30-59
2015-01-01

مسائل كلامية عند الأشعري و الأشاعرة

الكاتب : محمد نجيب جوادي .

الملخص

يعتبر القرأن الكريم أول كتاب سماوي أطلق العقل من قيوده، ودعاه للبحث والنظر باستخدام الفكر في الأنفس، والآفاق، وخفايا الوجود. وآياته حافلة بذلك، لا تكاد تخلو سورة منها. والغرض منها أن تأخذ بيد الإنسان، للإيمان بالخالق على بينة واقتناع باستخدام العقل، لا بمحاكاة وتقليد. والأمر بالتفكير نص صريح في القرآن والآيات في هذا المجال كثيرة نشير إلى بعضها، منها قوله تعالى: "قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْض"[10 (يونس) الآية101]، وقوله: "أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا خَلَقَ الله مِنْ شَيْءٍ"[7 (الأعراف) الآية 185]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: "وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِين وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ"[51 (الذاريات) الآية 21]. وفي هذه الآيات دعوة واضحة في القرآن للنظر والتفكير، واستخدام العقل. بل إنه يطالب المخالفين لعقائده بإقامة الحجة والبرهان، وإقامة الدليل على صدق ما يدعون. فيقول عز وجل: "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيهِمْ، قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"[2 (البقرة) الآية 111]، ويقول في موضع حجاجه مع المشركين: "سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ الله مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ، كَذَلِكَ كَذِبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا ، قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تبعون إِلاَّ الظَنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ"[6(الأنعام) الآية 148]، فالقرآن في هذه الآية، يفرق بين العلم والظن، موجها أنظار الناس جميعا إلى ضرورة فحص الأحكام للتوثق من مصادرها. "فليس ما مصدره العلم واليقين مماثلا لما مصدره الظن والتخمين . وبهذه الفكرة يكتسب العقل عادة الإحتراز من قبول الأفكار دون تمحيص" (جعفر، ك. [د.ت.]، ص25).

الكلمات المفتاحية

مسائل كلامية،الأشعري ،الأشاعرة