الوقاية والأرغنوميا
Volume 7, Numéro 1, Pages 52-66
2013-06-15

حوادث المرور في الوطن العربي بين العوامل والآثار: الجزائر نموذجا

الكاتب : بودبابة رابح .

الملخص

مما لاشك فيه أن الحوادث المرورية وبفعل تفاقمها الشديد من يوم لآخر، أصبحت تشكل الهم الأكبر لدى الجهات المعنية في القطاعات الرسمية والمباشرة ممثلة في أجهزة الأمن الحكومية المتخصصة، بالإضافة إلى المؤسسات المدنية الأخرى من تربوية وإعلامية وأسرية، فالكل معني بحيثيات هذه الظاهرة وتطورها في المجتمع وذلك بالنظر لما تتركه من أثر بالغ في حياة الناس والمتمثل في الدمار المادي والمعنوي الكبير بما في ذلك حالة الألم المستديم الذي لا يتحمله الفرد المصاب أو الضحية فحسب، بل يتعدى ليشمل أسرته ومحيطه الاجتماعي والمجتمع ككل. تشير البيانات الإحصائية المتاحة إلى أن منحنى الحوادث المرورية في البلدان العربية بما فيها الجزائر، يتخذ الاتجاه التصاعدي بشكل دائم وهذا بالرغم مما تقوم به الأجهزة المعنية الرسمية وغير الرسمية في تلك الدول من محاولات قد تبدو لأول وهلة وكأنها جادة في ممارساتها، غير أن محاولتها تنتهي غالبا بالفشل. وهذا ما يجعل المعنيين المباشرين بهذا الشأن وفي مقدمتهم سلطات الأمن المروري يتساءلون عما إذا كانت آليات معينة ينبغي الاحتكام إليها من أجل المساعدة في خفض نسبة الحوادث على غرار ما حصل في الدول الغربية، حيث تنخفض نسبة الحوادث المرورية فيها بما يصل إلى عشر (10) مرات اقل مما هي عليها في الدول العربية. من هذا المنطلق تحاول هذه الورقة أن تسلط الضوء على العوامل الحقيقية التي تقف وراء الارتفاع المستمر لحوادث المرور في المنطقة العربية وبتركيز خاص على الجزائر، وذلك من خلال تحليل المعطيات والبيانات الإحصائية المتاحة، ومن ثم رصد الأضرار المادية والبشرية الناجمة عن تلك الحوادث، فضلا عن الأضرار المعنوية التي غالبا ما تدمر حياة ومستقبل الفرد المصاب، بل وتهز كائن

الكلمات المفتاحية

الحوادث المرورية ، العوامل والآثار، الوطن العربي ، الجزائر، الاتجاه التصاعدي ، الأضرار المادية والبشرية