مجلة البحوث والدراسات
Volume 19, Numéro 1, Pages 41-74
2022-01-01

المحبة في التصوف الإسلامي وسؤال الإرادة الإنسانية

الكاتب : قول معمر .

الملخص

تُعتبر المحبة في التصوف الإسلامي من الأحوال الشريفة التي تطْرُق قلب السالك إلى الله عزوجل، وهي ثمرة للأعمال والطاعات والقيام بالتكاليف الشرعية، فلما كان الأمر الشرعي من الحقّ كان التزام السالك به ترجمة سلوكية لميثاق المحبّة بين الله وعبده ، ومن هذا المنطلق تأخذ المحبة في التصوف معنى الطاعة والمتابعة، ويتحوّل بهذا الميثاق سلوك الإنسان إلى تطبيق فعلي للإرادة الإلهية المتجلية في أوامره وتشريعات نبيه  ، ممّا قد يوهم في الظاهر تجاوزا للإرادة الإنسانية ومصادرة لاختياراته، لكن بالتعمق في حقيقة المحبة عند أهل التصوف يتضح أن المحبة ذات حمولة قيمية إيجابية تُثمر طاعة المحبوب ومتابعته، ولما كان المحبوب ( الله )متصفا بصفات الكمال والجمال المطلق كانت ثمرات هذه المحبّة ذات أبعاد إيجابية تُسهم في جمال روح السالك وكمال أفعاله وسلوكياته. وقد اعتمدت لمعالجة الإشكالية المنهج الاستقرائي التحليلي وذلك بتتبع الأقوال والنصوص من مصادر أساطين التصوف وتحليلها ببيان مضامينها ، ومن الأهداف التي رُمنا تحقيقها من خلال هذه الورقة الوقوف على المضمون التوحيدي لمسالة المحبة في التصوف الإسلامي وكونها ليست سَلْبا لإرادة الإنسان بل هي تحرير له من شهواته وأهوائه، ومن أبرز نتائج هذه الدراسة كون المحبة في التصوف تدور على معاني ثلاث مركزية ، وهي: موافقة الحبيب للمحبوب، وثانيها :ترك الإرادة والاختيار وثالثها: دخول صفات المحبوب بدلا من صفات المحب. كما سجلنا بعض التوصيات في ختام هذه الورقة أبرزها ضرورة استصحاب الوحي ( القرآن والسنة) في التعامل مع القيم المختلفة التي كانت موضوعا رئيسا في التصوف فهما وتنزيلا.

الكلمات المفتاحية

التص ; ف ; المحبة ; إرادة الإنسان ; العب ; دية ; الجبر ; الحرية