تطوير
Volume 4, Numéro 4, Pages 91-106
2017-05-01

فوضى الرموز الثقافية كما تبدو على واجهات وجوانب وسائل النقل العام

الكاتب : فجر جودة علوان .

الملخص

لا يكاد يخلو مفصل من مفاصل الحياة الاجتماعية من الرموز، فـإلى جانب اللغة التي تنطوي برموزها على دلالات هائلة للمعاني، هناك العلامات، والإشارات والايماءات التي قد تغني عن اللغة المنطوقة والمباشرة، لتتحول إلى احدى مقومات التفاعل بين الناس. والرموز اللغوية اكثر انواع الرموز شيوعا في حياة المجتمعات وتؤدي وظيفة تسهيل عملية التفاعل الاجتماعي ونقل القيم والعادات والاعراف والتقاليد من جيل الى اخر عن طريق التنشئة، واللغة كشكل من اشكال الرموز يقول ليزلي وايت (1976) White L. هي التي نقلت اسلافنا من اشباه البشر الى رجال او نساء وجعلتهم بشرا. كل الحضارات نشأت وترعرعت بواسطة الرموز، وخصوصا الرموز اللغوية (الكتابة)، واللغة كما يقول سابير E. Sapir (1921) هي احدى مفاتيح الثقافة وبواسطتها يمكن التعرف على نمط العلاقات السائدة ونوع المشكلات وحجم التفاعلات بين اعضاء المجموعات البشرية. وهي كأداة من ادوات الثقافة بمقدورها ان تحمل رسالة، فهي وسيلة وسيطة بين المرسل والمتلقي، ويعتمد تاثير الرسالة على فاعلية اللغة المستخدمة، فمثلا عندما تقول "سمكة كبيرة" قد تعني انها سمكة ذات طعم طيب وخالية من العظام، او هي حوت من الحيتان التي تلتهم الاسماك الصغيرة، وربما يقصد بها كبار اللصوص وقد تعني دولفين صديق للانسان, او شارك (قرش) متعطش للدماء. ولكن في مثال اخر يمكن ان تكون الرسالة مباشرة وواضحة لان اللغة كأداة او وعاء للرسالة بسيطة وغير قابلة للتأويل والتفسير فمثلا عندما تقول "سأذهب للشاطيء" أو "أعود للبيت" قد لا تعطي اكثر من المعنى المتداول وهو "النزهة على الشاطئ" ومحطة كل الناس الاخيرة ان يعودوا لبيوتهم.

الكلمات المفتاحية

الثقافة - الرمز - الكتابة - الدلالة - السيمياء - الوعي - الفوضى