مقامات للدراسات اللسانية و الأدبية و النقدية
Volume 5, Numéro 2, Pages 13-46
2021-12-31

وصْمُ الذاكرة في رواية العشق المقدنس لعزالدين جلاوجي

الكاتب : فيدوح عبد القادر .

الملخص

تسرد الرواية فترة حكم الدولة الرستمية - في المغرب الأوسط / الجزائر - التي شاعت فيها الفتن، وتفشت فيها الخلافات، كما تشتغل الرواية على الزمن الماضي الذي كرس نمط وجود كيانات فكرية، ومذهبية، وسياسية مترامية الميول في اتجاه النعرات التعصبية والطائفية، تحاول من خلالها الشخصيتان الرئيسيتان [السارد مجهول التسمية، وحبيبته هبة] إثبات وجودهما من صدع صيرورة الزمن المفروض عليهما؛ سعيًا إلى اجتياز هذه الحدود العسِفة التي استولت على مصيرهما، واستحكمت في أمور حياتهما المأمولة؛ بفعل صراع التضارب في المصالح، والتناقضات بين هذه المذاهب؛ مما حال دون تنامي مسيرتهما، فأُجبِرا على نزال الماضي، الذي منعهما من العيش في كنف الحاضر؛ بفعل الإكراهات والتقلبات السياسية الجائرة؛ الأمر الذي عطَّل من إمكانية الإسهام في إنفاذ الفعل الحضاري الواعد، كما أحبط شروط ديمومة الوعي الثقافي، وأفسد الاستقرار السياسي، وأعاق سعي المسار الاجتماعي الطبيعي. وقد تم التركيز في الرواية على الزمن الماضي؛ من دون الحديث عن الزمن الحاضر إلا في آخر الرواية عندما عرض علينا السارد حالة جمعه مع حبيبته أمتعتهما، واتفقا على أن يقصدا تيهرت (عاصمة الدولة الرستمية) حين انحدرا من فوق الربوة، وهنا عاد البطلان [السارد وهبة] إلى الحاضر، وأدبرا عن صفحة الماضي السحيق، على الرغم من اعتراف [هبة] بصعوبة الإفلات من الأقدار بحسب ما قالته لحبيبها "لن نستطيع الفرار من أقدارنا للأسف الشديد، جبال الغباء التي تراكمت عبر القرون لا يمكن اجتيازها بسهولة، لأننا جميعا مكبلون داخلها."

الكلمات المفتاحية

وصم، ذاكرة، رواية ، العشق، المقدنس، عز الدين جلاوجي، الدولة الرستمية، تيهرت