عصور
Volume 20, Numéro 3, Pages 52-76
2021-12-26

المرآة المحفوظة في متحف الفنون الإسلامية بالجزائر إنموذجا للصناعات المعدنية السلجوقية

الكاتب : لعباوي فتيحة . نشار خديجة .

الملخص

تعتبر التحف المعدنية من الفنون التطبيقية، ونقصد بهذه الأخيرة هي تلك التحف المنقولة من موقعها الأصلي إلى المتاحف، المختلفة المواد والأشكال والأحجام، وذلك نطرأ لأهميتها في الكشف عن حقائق تاريخية، حيث كانت ولازالت لها ارتباط وثيق بحياة الإنسان لأنها تلبي له حاجياته ومتطلباته اليومية. وسار صناع المعادن في ديار الإسلام بخطى متسارعة في طريق التميز الفني ودقة الصنع، وأصبحت لمنتجاتهم أسلوبها الخاص، وأضافوا إليها بصماتهم المميزة، كما تميزت صناعة الأواني المعدنية الإسلامية بإنتاج مكثف للتحف النحاسية وبندرة التحف الذهبية نظرا لكراهية الإسلام لمظاهر الترف. ذاع صيت إيران بصناعة وزخرفة المعادن منذ أقدم عصورها، فأنتجت خلال العصر الإسلامي تحف فنية متعددة ومتميزة، وقد كانت إيران ميدانا لمجموعة من الطرز الإسلامية، ومن أهمها الطراز السلجوقي، الذي يعتبر من العصور الزاهية في صناعة التحف المعدنية الإسلامية، حيث عرفت الأواني بزخارف وأشكال جديدة مبتكرة تعكس قوة الفنان المسلم في هذا المجال. وتعتبر معادن العصر السلجوقي بداية لتاريخ التحف المعدنية الإسلامية، وينسب الطراز السلجوقي إلى السلاجقة وهم قبائل من التركمان الرحل، قدموا من أسيا الوسطى، وقد ركزت الدراسة على المرايا البرونزية المستديرة التي ميزت العصر السلجوقي، وتعتبر المرآة من الأدوات التي يستعملها الإنسان في حياته اليومية منذ القديم، وهي من التحف الجميلة الشكل والهامة من حيث الوظيفة، فاهتم الفنان المسلم بتزينها بزخارف متنوعة، كونها مصدر للطمأنينة و الراحة النفسية لصاحبه. يحتفظ متحف الفنون الإسلامية بالجزائر على نموذج فريد ونادر تمثل في مرآة من البرونز تعود إلى العصر السلجوقي. سعينا من وراء ذلك للتعريف بها ودراسة كتاباتها ونقوشها، حيث احتوت حافة المرأة على شـريط كتـابي بالخـط الكـوفي المــورق، يحيط بزخارف نباتية وحيوانية في شكل دائرة، تمثلت في أوراق نباتية وتمثال أبي الهول (سفنكس)، و هو موضـوع زخرفـي خرافي قوامـه زوجـين مـن أبي الهـول متـدبران جسـد حيوان ورأس إنسان، حيث نصادفه كثيرا في زخرفة ونقوش المرايا السلجوقية، الذي يرمز إلى مفاهيم الجنة والنور الأبدي. وفي هذا الإطار أردنا أن نتعرف أكثر على هذا النوع من المرايا خاصة وأنها النموذج الوحيد في المتحف، وللوصل إلى الهدف من الدراسة تم طرح مجموعة من الأسئلة وهي: ماذا نقصد بالفنون التطبيقية؟ وبماذا تميزت الصناعة المعدنية الإسلامية عامة والصناعة المعدنية الإيرانية خاصة؟ وما هي مميزات الفن السلجوقي في هذا المجال؟ وما نوع المعدن المستخدم في صناعة المرآة المحفوظة في المتحف؟وما هي الزخارف التي تحملها المرآة وما دلالاتها؟، ما هي التقنية المستعملة في صناعتها؟.متبعين في ذلك المنهج الوصفي التحليلي، والهدف من الدراسة هو التعريف بهذا النموذج الفريد والوحيد في المتحف، الذي لم ينل حظه من الدراسة، خاصة وانه دليل وشاهد مادي يعبر عن الفن السلجوقي الإسلامي العريق.

الكلمات المفتاحية

الصناعة المعدنية؛ إيران؛ الفن السلجوقي؛ المرايا؛ المتحف؛زخارف؛ أبي الهول؛ الخط الكوفي.