حوسبة اللغة العربية
Volume 1, Numéro 1, Pages 01-21
2020-12-28

اللغة العربية ومجتمع المعرفة

الكاتب : عمر مهديوي .

الملخص

ترمي هذه الورقة إلى تبيان أهمية تقانة المعلومات في بناء مجتمع المعرفة، ودورها الوظيفي في إنتقال المجتمع الحديث من مجتمع مابعد الصناعي إلى مجتمع معرفي، عماده الرئيسي صناعة المعرفة، وليس صناعة السلع والمواد الأولية، الشيء الذي جعل من الفجوة الرقمية بين اللغات البشرية في العالم تعرف إتساعا، بسبب تحكم فئة محدودة من دول العالم المتقدم في ناصية التكنولوجيا المعرفية. في مقابل مجتمعات عربية تعاني أزمات وتراجعات سببها: غياب مقومات ومرتكزات البناء المعرفي التي تتمثل أساسا في الحريات، والحقوق، والمشاركة الديمقراطية... من هنا تتضح الأهمية القصوى للمعرفة التي أضحت تشكل قيمة مضافة في بناء الإقتصاد العالمي الجديد المؤسس أصلا على اقتصاد المعارف، وقوة الإنسان فيه تحدد بمقدار تحكمه في مصادر المعرفة توليدا وتحليلا، لأن التنمية الحقيقية اليوم تبدأ من تنمية الإنسان معرفيًا، لأن الإستثمار في المعرفة والمعلومات يعد واحدًا من أهم أوجه رأس المال الإنسان الاجتماعي،كما أن المعرفة والإبداع من أهم العوامل المؤثرة والمحددة لقيام (مجتمع المعرفة)، الذي لا يكتفي بإستخدام المعلومات لفهم واقع الحياة، وأحداثها وتفاعلاتها، والإستفادة منها في مختلف أنماط الأنشطة، وخصوصا في المجال الإقتصادي، وإنما يعمل بالإضافة إلى ذلك على إنتاج المعرفة وتسويقها، بحيث تصبح مصدرا إقتصاديا رئيسيا . يتضح من خلال هذا كله، أن بناء مجتمع معرفة في العالم العربي، مدخله الرئيسي سيكون هو لغة الضاد، بمعنى آخر، أن تكون مفتاح الإنتاج والإستهلاك في آن واحد. إذ لا مندوحة من إستعمال اللسان العربي بخصائصه البنائية في هذا البناء، أي أن يتلقى الإنسان العربي المعرفة، ويستهلكها أساسا بالعربية، ويعيد إنتاجها باللغة العربية نفسها. .

الكلمات المفتاحية

اللة العربية الفجوة الرقمية مجتمع المعرفة