الحوار المتوسطي
Volume 4, Numéro 1, Pages 86-98
2013-03-15

التواجد الإسباني في الغرب الجزائري خلال الفترتين العثمانية و الفرنسية

الكاتب : قنون حياة .

الملخص

لقد كانت منطقة الحوض المتوسطي محل صراع مستمر بين الدول المكونة له، أو تلك التي أرادت أن يكون لها دور فيه، وضمن هذا السياق تعتبر العلاقات الجزائرية- الإسبانية جزء من تلك اللعبة السارية المفعول في المنطقة. إن العلاقات الجزائرية الإسبانية قديمة العهد، والاكتشافات الأثرية أثبتت التفاعل الثقافي الذي عرفته المنطقتين في عصور ما قبل التاريخ وعبر التاريخ، والذي ترك أثارا مادية في كلتيهم . ومع الفتوحات الإسلامية للأندلس خلال القرن الثامن من الميلادي، ستتوطد العلاقات بشكل أكبر بين الجزائريين وسكان الأندلس، الذين كانوا يشكلون حلقة الوصل لإيصال حضارة العرب والمسلمين إلى الشاطئ الغربي للمتوسط، ويرجع لهم الفضل في تأسيس مدينة وهران سنة 903م.. المدينة التي سيصبح لها شأن عظيم في إدخال المنطقة في نوع جديد من العلاقات الجزائرية -الإسبانية. .. كانت الجزائر في نهاية القرن الخامس عشر تعيش على غرار دول المغرب الإسلامي حالة انحطاط سياسي وعسكري وتدهور اقتصادي نتيجة لانهيار الدولة الموحدية، في حين ظهرت إسبانيا كدولة قوية بعد توحيد مملكتي أراقون وقشتالة بزواج فرديناند و إيزابيلا . وإثر سقوط غرناطة آخر معقل للمسلمين في الجزيرة الإيبيرية سنة 1492م وما تبع ذلك من حملة اضطهاد ضد من بقي من المسلمين هناك، وحملهم على القبول بالنصرانية أو الطرد والهجرة الى بلاد المغرب، أثر ذلك على اقتصاد اسبانيا، لأن الأندلسين كانوا دعامة الاقتصاد وخلايا العمل. ونتيجة لهذه الأوضاع، اندفعت اسبانيا نحو المحيطات واكتشاف العالم الجديد، كما وجهت أنظارها الى سواحل شمال إفريقيا (تنفيذا لوصية الملكة ايزابيلا. لتجعل الحوض الغربي من المتوسط بحرا إسبانيا، حيث كانت تنوي بامتلاكها الساحل الجنوبي من إيطاليا وجزره (صقيلية، سردينيا، كورسيكا) تشكيل وحدة اقتصادية قوامها الاتصال المباشر بين شمال المتوسط وجنوبه في الحوض الغربي منه. وعلى صعيد آخر، كانت الروح الدينية هي المحرك الأساسي للسياسة الإسبانية، حيث ساعدت الحرب مع المسلمين على تعميق الروح القومية التي تميزت بطابع التعصب الديني والتي تشكلت في صيغة العدوان الصليبي.

الكلمات المفتاحية

التواجد الإسباني - الغرب الجزائري - الفترتين العثمانية و الفرنسية-المغرب الإسلامي