مجلة الأصالة للدراسات والبحوث
Volume 2, Numéro 4, Pages 98-120
2020-12-26

تمويل مشاريع الإستثمار الوقفي: دراسة مقارنة بين التأصيل المقاصدي الشرعي وبين أنموذج القطاع الثالث الغربي Financing Endowment Investment Projects: A Comparative Study Between Al-maqasid Based Theory And The Western Third Sector Model

الكاتب : محمد بوحديدة .

الملخص

ارتكزت فلسفة الإسلام في كل نظمها الحياتية على الإهتمام بحاجات الإنسان، فاعتبرت حاجاته – من حيث عمقها - مادية وروحية – ومن حيث أبعادها - عاجلة في الدنيا وآجلة في الآخرة. وعلى هذه الأسس صمّم علماء الشريعة الإسلامية علما قائما بذاته، تمّ استقراؤه بالنظر في نصوص الشرع من الكتاب والسنة، عُرف فيما بعد بعلم المقاصد الشرعية والذي يتميّز بخصائص الأصالة والمرونة والتطور، لتستوعب حاجات هذا الإنسان –أيّا كان – مهما اختلفت الظروف والبيئات التي يعيش فيها. ووفقا لهذا الطرح تطوّر –في تاريخ الحضارة الإسلامية- العمل الخيري من أوقاف كانت قد بدأت في تلبية الجوانب الروحية والقيمية للفرد المسلم فأخذت بذلك شكل مساجد ومدارس قرآنية ومكتبات، لتتسع بعد ذلك إلى أصناف أخرى من الأوقاف، مراعاة لتطوّر حاجات الفرد المنتشر في مساحات العالم الإسلامي عبر محور طنجة غربا إلى جاكرتا شرقا، فظهرت العيادات والمطاعم والبساتين والحدائق ودور الأيتام , والبُنى التحتية... لتعكس بذلك خصوصيات هذه الشريعة في استجابتها لمختلف حاجات البشر ورفع الحرج عنهم. لكن عندما تدهورت حضارة الإسلام تدهور معه القطاع الخيري الثالث، في حين قفزت الأمم الغربية في هذا المجال أشواطا هائلة لا يمكن تداركها ببساطة للوتيرة المتسارعة التي تنمو بها. تحاول هذه الورقة – من خلال المقابلة- أن تبحث في فلسفة العمل الخيري الحاصل في الدول الغربية لاقتباس عوامل القوة الكامنة فيها ومحاولة فهمها ثمّ إسقاطها على تجربتنا الإسلامية المتعثرة مع الحفاظ على هويتنا وسلم قيمنا، ثمّ البحث في أسباب تعطّل، أو بالأحرى إنحسار، العمل الوقفي للخروج باقتراح أنموذج وقفي إسلامي يستجيب وحاجات الفرد المسلم المعاصر ويحرّكه ليقوم هو بدوره الدعوي والتنموي. ولمعالجة هذه القضية تمّ تقسيم البحث إلى مقدمة وستة مباحث أساسية وخاتمة تمّ فيه عرض أهمّ نتائج البحث.

الكلمات المفتاحية

حاجات الإنسان، المقاصد الشرعية، العمل الخيري، الأوقاف، القطاع الثالث الخيري،