Psychologie
Volume 25, Numéro 1, Pages 185-192
2018-11-25

الحكواتي ...ذاكرة لها صوت الحكاية، أمشاهو والتهويدة قطع من الذاكرة تنتقل على لسان شخص

الكاتب : جلود سعدية .

الملخص

تهدف المداخلة إلى إبراز مكانة الحكواتي والحكاية الشعبية وترانيم المهد في حفظ ذاكرة شعب ما لعقود من الزمن، إنها أداة فنية أصيلة تمر عبر جماليتها ورمزيتها ذاكرة كاملة من البطولات والانتصارات وكذا الإخفاقات والمواضيع المحظورة علنا من خلال صيغ مستساغة محبوبة لدى الصغار قبل الكبار. إن الحكاية و ترنيمة المهد (التهويدة) تحمل ذاكرة من التراث المعنوي الذي لا نجده في سواها ، فهي تعبير فني جميل غير جلي عن الذاكرة التي تُنقل بين ثنايا الترنيمات والحكايا من شخص لآخر عن طريق سياقات الترميز. والحكواتي مخزن للذاكرة الشعبية وهو سد منيع تتكسر عند حصونه محاولات الذاكرة الفنية للانفلات والانسياب عبر ثغرات الزمن، و صوته مَعبَر مبجل لنقل هذه الذاكرة من جيل لآخر، فحكاياته نسيج من التحويل والبناء لأحداث عاشها شعب في زمن ما ليساعد المتلقي- وإن لم يقصد في طرحه أكثر من إمتاع المستمع- على إرصان معالمه النفسية، الممنوع، المسموح، الجيد، السيئ....فالحكاية تحمل في طياتها كلا من البعدين الجماعي من جهة و الفردي من جهة أخرى فهي تراث جماعي بناه مجموعة من الأفراد إذ تشكل حلقة وصل بين الذاكرة الجماعية والذاكرة الفردية فتساهم كل منهما في بناء و تشكيل الأخرى.

الكلمات المفتاحية

الحكواتي، الحكاية، التهويدة، الذاكرة، قصة حياة.