مجلة عصور الجديدة
Volume 11, Numéro 3, Pages 204-226
2021-11-17

واقعة مزغران من خلال شعر الأديب لخضر بن خلوف دراسة وتحليل

الكاتب : دوبالي خديجة .

الملخص

يعد العلامة لخضر بن خلوف من أعلام القرن الثامن الهجري الموافق للقرن الخامس عشر ميلادي، فامكاناته العلمية وثقافته بوأته مكانة كبيرة بين علماء الجزائر باختلاف عصورهم، فأضحت مؤلفاته الأدبية مثل (القصيدة الموسومة بـــ:"الوصية و"تبقاو بسلامة ومزغران)، مصادر تاريخية يمكن الرجوع إليها للتأريخ للصراع الجزائري الاسباني. فالواقف على انتاجه الأدبي يلاحظ أنه استطاع أن يرسم الخطوط العريضة لذلك الصراع. عايش الأديب لخضر بن خلوف فترة تمازج فيه انتصار دولة الإسلام في جهة واخفاقها في جهة أخرى؛ فظهور الخلافة العثمانية كقوة راذعة للحملات الصليبة جعل العالم الإسلامي يتفاذى التهاوي نهائيا، ولكن بالمقابل سقوط الأندلس على يد النصارى الاسبان سنة 1492 وانعكاستها الخطيرة على السواحل المغاربية عموما والجزائرية على وجه الخصوص شكل صدمة في ضمير العالم الإسلامي عموما، وفي ضمير لخضر بن خلوف على وجه الخصوص. لهذا نجده في مؤلفاته يرثي المدن الجزائرية التي احتلها الاسبان، ويؤرخ لمحنة الجزائريين في صراعهم المرير معهم؛ وقصيدته الموسومة بــ" مزغران" لخير دليل على ذلك. فقد انفرد لخضر بن خلوف عن غيره من الأدباء أنه اختصر الصراع الجزائري الاسباني في منطقة الغرب الجزائري عموما ومنطقة مزغران على وجه الخصوص في قصيدة شعرية رصدت لنا أهم ملامح المعركة، كما ترجمت روح الجهاد والمقاومة التي تحلى بها سكان المنطقة وذلك بالحديث عن الشخصيات البارزة التي شاركت في المعركة. فقد كان الغرض الأساسي عند لخضر بن خلوف من دراسة هذه الصفحة من تاريخ الجزائر ليس سرد المنجزات والتغني بالأمجاد والبطولات، بقدر ما هو تفسير لنسق الأحداث واستخلاص القيم والعبر منها قصد تدارك الأخطاء، وتكوين نظرة شمولية تمكننا من استشراف المستقبل، ففي فكر هذا الأديب المجاهد بقلمه أن نكبة سقوط المدن الساحلية الجزائرية ومن بينهم مستغانم، التي شكلت في أوج ازدهارها منارة حضارية، مصير يمكن تغييره وتداركه.

الكلمات المفتاحية

لخضر بن خلوف؛ ; الشعر الشعبي؛ ; الجزائر؛ ; الاحتلال الاسباني؛ ; مزغران؛ ; المقاومة؛ ; العثمانيون