مجلة العلوم الإسلامية
Volume 1, Numéro 2, Pages 110-153
2019-12-31

الخطاب الدّيني وحدود ممارسته بين التّطرف والاعتدال

الكاتب : جلول بن طرات .

الملخص

يشكل الخطاب الديني بين النظرية والممارسة حجر الأساس لثقافة الاعتقاد عند الإنسان التي تتحرك في حدود العلاقة بين ما يؤمن به، وما يعتقد فيه، لذلك فإن واقع تلك الممارسات الدينية قد اختزلت تمثلات أزمة الخطاب الديني في الوطن العربي بخلاف ما هو عليه عند الغرب، ومن ثم جاءت هذه الممارسات لتحمل جدلية التطرف والاعتدال التي استوعبت تلك التطورات التاريخية والتحولات الثقافية والسياسية، والصراعات الإيديولوجية التي نتجت أفكارا وقيم دخيلة على العالم الإسلامي خاصة ظاهرة التشدد والتطرف والتعصب والتفكير التي ولدّت اغترابا ثقافيا واستلابا عقائديا أدى إلى تقويض العقل وتغييب حضوره في فهم وتأويل النص الديني، ومشروعية الاجتهاد وفق مطابقة العقل لأحكام الشرع وقيمه وثوابته في القرآن والسنة، ومن ثم يمكن تحقيق مقصدية الاعتدال في ممارسة الخطاب الديني الخاصة، وإلجام العوام عن طبيعة هذه الممارسة التي قد تنتج خطابا تكفيريا وجهاديا وهذا ما نلمسه في واقع ثورات الخراب العربي، ومن هذا المنظور فإن حدود ممارسة الخطاب الديني يحمل كل المؤسسات الدينية داخل المجتمعات العربية خاصة ترسيخ الثقافية الشرعية الصحيحة التي تجمع بين الصحيح المنقول والصريح المعقول خارج دائرة المغالطة في الخطاب، والتلاعب بالألفاظ وكل ما سيشكل تلك السفسطة الدينية التي تغلب التطرف على الاعتدال، وتخرج عن نطاق مقاصد الشريعة الإسلامية، فظاهرة التطرف تمتد في مظهرها السلبي، وبذلك فقد عرفت الجزائر على غرار بعض الدول العربية تطرفا دينيا كان سببا مباشرا في تصدع منظومة القيم فظهر العنف بجميع أشكاله، وظهرت الفرق الدينية، والتنظيمات الإرهابية التي استعملت الدين كوسيلة للترويج عن أفكارهم ومخططاتهم العدائية القائمة على سفك الدماء، والاغتصاب والاختطاف، وهذا ما ينافي قيم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى ثقافة التسامح والسلام، وترشيد حقوق الإنسان وهذا ما يؤسس للغة الاعتدال التي تحتفظ ببعدها الإنساني والأخلاقي كنظرية في السلوك وممارسة الاعتقاد الديني الذي ينفتح على ثقافة الحوار والتواصل بين جميع الأديان والحضارات.

الكلمات المفتاحية

الخطاب الديني – التطرف – الاعتدال –العنف – التسامح – السفسطة الدينية – الصراع الإيديولوجي – التشدد والتكفير – الخاصة – العوام.