مجلة العلوم الإسلامية
Volume 1, Numéro 2, Pages 9-45
2019-12-31

نقد التفسير المذهبي للقرآن الكريم عند الإمام الطاهر بن عاشور

الكاتب : محمد البويسفي .

الملخص

يهدف النقد في التفسير إلى تخلية كتب التفسير من الشوائب، ويروم إحياء وظيفة التفسير الأولى والتي تتعلق بالاجتهاد والاستنباط ونبذ النقل غير المفيد، فالتقليد آفة في الفكر الإسلامي عامة والتراث التفسيري خاصة، ابتلي بها التفسير فعطلت طاقات وأهدرت جهودا، وحولت العملية التفسيرية من قاطرة إبداعية علمية، إلى وسيلة لإعادة إنتاج ما قيل من قبل مفسرين سابقين عاشوا زمانهم، وفي سياق تدافع حضاري ومذهبي، أنتج مدونات تفسيرية فيها ما هو علمي معرفي وما هو مذهبي "إيديولوجي"، وما هو تاريخي.. إن النقد في التفسير المذهبي للقرآن الكريم يكشف آفات هذا التفسير والتي تتجلى أساسا في ترديد أقوال من سبق من المفسرين من غير تمحيص لصحة الرواية المنقولة أو ترجيح بين الروايات المختلفة، ودون نقد وتمحيص، أو تعقيب بالرد أو النقض والتصحيح، أو إحياء قضايا علمية مثارة في التفاسير السابقة رغم انعدام الحاجة إليها، مثل مسألة خلق القرآن، وغيرها، التي هي وليدة ظروف تاريخية، لم تعد لها حاجة بعد ذلك. والناظر في تفسير التحرير والتنوير للإمام الطاهر بن عاشور يجده إلى توجيه النقد إلى المفسرين الذين قصروا النظر على أقوال لا تراعي تبدل الأحوال والأزمان، ونجده نهج نهجا تجديديا في نقد علم التفسير، بدأ عند الإمام ابن عاشور بنقد التقليد في التفسير، وتدقيق النظر فيه، فخط بذلك مسارا جديدا يستحق الدراسة والتحليل قصد الإفادة منه والبناء عليه في استئناف الإبداع العلمي والحضاري للأمة المسلمة المهتدية بنور القرآن الكريم.

الكلمات المفتاحية

التفسير المذهبي؛ القرآن؛ الطاهر بن عاشور