مجلة الحكمة للدراسات الاسلامية
Volume 5, Numéro 1, Pages 118-159
2018-01-01

نظرية الصبغة والاسباغ بين البنية والدلالة في القرآن ( 2 )

الكاتب : عبد الرحمان فارح شيخ محمد .

الملخص

سبق أن نشرنا الجزء الاول لمقالنا هذا في العدد التاسع 2017 و السابق للمجلة المعنون بالصبغة بين البنية والدلالة في الإسلام في شرح قوله تعالى: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة لقوم يؤمنون - سورة البقرة، الآية 138). أما هذا المقال فهو تكملة للموضوع السابق ولشرح قوله تعالى (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) " " - تناولت الداسة السابقة الصبغة بجوانبها الثلاثة البنيوي- والدلالي - والمعرفي - لكون الإنسان يشكل مجموعة من القوى الظاهرة والباطة، وإن كان الجسد غطاؤها وبيت سكنها، والقوى في داخله قوى تشبه الهيكل أوالغطاء مؤثرة أيما تأثير عليه، وهي القوى الفيسيولوجية والسيكولوجية كقوة باطنة مسبغة فيه، يكمل بعضا بعضا مثل: الاحساس والانتباه والشعور والفهم والعقل والذكاء والدوافع والاستعدادات والميولات، إن سلوكنا ينشأ عن التفاعل بين الجسد وما قي داخلنا كقوة باطنة، فالجسد من الجلد والعظام والعروق عناصر هامة لا تتحرك، ولمعرفة مفهوم الصبغة والإسباغ والعلاقة بينهما أخذت الدراسة " بمفهوم الاسباغ " آراء ثلاثة من المعاجم لتحليل بنيتها الدلالية، وثلاثة آراء من المفسرين لفهم الأصول المعرفية، ولآراء الفارابي من زاوية التعلم، ووجدت أن الصبغة، والإسباغ لهما علاقة تكامل، تتطابق مع الدرسات الحديثة لعلم النفس الذي خصص دراسته على الإنسان بدراسات عميقة بيولوجيا وفيسولوجيا، مثل: الاستعدادات والدوافع والميول والرغبات والحاجات، ومصطح النعم مصطلح قرآني، يدل على نعمة الإيجاد والخلق جسما ظاهرا، وقوى باطنة متوازية ، حيث أعطي الله كل شخص قدرا لا يتجاوز عنه، من القوى المعرفية وهي مما اصطلح علماء التعلم معادلة الأذكياء والأغبياء بين الناس، والذكاء من صبغة الله ونعمته الكبرى على الإنسان،وكما يختلف الناس شكلا فإنهم يختلفون أيضا مضمونا ، وتوصلت الدراسة بأن -صبغة الله، واسباغه- هما إشارة إلى تكوين الإنسان وخلقه وإيجاده بقواه الظاهرة والباطنة كنعم ظاهرة مخفية فينا كصبغة الثوب باللون .

الكلمات المفتاحية

البنية، الدلالة، القرآن