مجلة الحكمة للدراسات الاسلامية
Volume 5, Numéro 1, Pages 26-60
2018-01-01

قضايا إيقاف الإنعاش القلبي الرئوي دراسة شرعية أخلاقية قانونية في ضوء القواعد الفقهية والمقاصدية

الكاتب : شريفة شعشوعة .

الملخص

تعتبر صحة الفرد في مقدمة اهتمامات الإنسان على مدار التاريخ ولأجل هذا كان تصرف المريض في طلب الشفاء وتصرف الطبيب في تقديم العلاج مبنيا على حسن الظنون، وإنما اعتمد عليها لأن الغالب صدقها عند قيام أسبابها، فالعلماء ومنهم الأطباء يشتغلون بالعلوم على ظن أنهم ينجحون ويتميزون، والمرضى يتداوون لعلهم يشفون. والطب كالشرع وضع لجلب مصالح السلامة والعافية ولدرء مفاسد المعاطب والأسقام. وغاية الطب وملاك أمر الطبيب أن يجعل علاجه وتدبيره دائرا على ستة أركان، حفظ الصحة الموجودة ورد الصحة المفقودة بحسب الإمكان وإزالة العلة أو تقليلها بحسب الإمكان، واحتمال أدنى المفسدتين لتحصيل أعظمهما، فعلى هذه الستة مدار العلاج، والتلطف بالمريض كالتلطف بالصبي . والأخلاقيات الطبية عبارة يشار بها إلى مبادئ أساسية ودورها شرح القواعد التي تلتزم بها المهن الطبية، وهي تضبط سلوكا يرمي إلى تحديد كل ما على الأطباء اتباعه سواء فيما يتعلق بمعاملة المرضى أو فيما يقومون به من عمل طبي بمختلف أنواعه. ظهرت أخلاقيات الطب وعلوم الحياة استجابة لما يتعين ضبطه من ضرورة احترام حقوق الأفراد، وإنما هي في حد ذاتها وليدة الإشكالات الأخلاقية التي أحدثها التقدم العلمي وتقدم التكنولوجيا في علو الإحياء الطبية مما تولد عنه عدة تحديات أخلاقية. ولأن الفلسفة تفرض نفسها لتركيز الإطار الأخلاقي الحديث فإن المبادئ المطروحة ضمنه هي التي تعطي الطابع الفلسفي للأخلاقيات . ومن هنا وجد التحليل الفلسفي لإقامة ضرب من التوازن بين القيم الأخلاقية والتطورات العلمية الجديدة من تحليل المشكلات الأخلاقية التي تواجه الأطباء ورجال الدين والقانون بسبب الهوة الواسعة بين فكر الانسان والتكنولوجيا ومن هنا تغيرت طبيعة فلسفة الأخلاق وأصبح لها فرع هام يسمى بالأخلاق العملية لا يحلل فقط وإنما يسعى لإيجاد حلول ينحو بها نحو التطبيق دون الإكتفاء بعملية التنظير .

الكلمات المفتاحية

طب -إنعاش-- الميؤوس من شفائهم -أخلاق