مجلة الحكمة للدراسات الاسلامية
Volume 3, Numéro 1, Pages 31-55
2016-01-01

البعد الاتصالي والتكنولوجي للعولمة وأثره على العلاقات الاجتماعية الأسرة الجزائرية نموذجا

الكاتب : بركة بلاغماس .

الملخص

الأسرة هي الوسط الطبيعي الذي يتعهد الفرد بالرعاية والعناية منذ السنوات الاولى من حياته، وهي المصدر الأول الذي يستلهم منه مشاعر الانتماء، المعتقد، القيم، الأخلاق، الأفكار، العادات والتقاليد، وكل السلوكيات التي يفترض أن تكون إيجابية اذا ما قامت الاسرة بالدور المنوط بها بحكم الفطرة وبحكم ما يمليه عليها المجتمع من واجبات ومسؤوليات، وإن كانت الاسرة الجزائرية قاومت فيما مضى استعمارا عمل الكثير من أجل كسرها وتفتيتها وافراغها من أصالتها بكل ما لديها من قوة استلهمتها من الدين ومن العرف الذي شدت بأسنانها عليه، ضاربة بذلك التنصير والفرنسة والتجهيل وغيرها من السياسات الاستدمارية عرض الحائط، وبقيت رغم كل أشكال العنف مسلمة الدين، عربية اللّسان، جزائرية العادات والتقاليد، وحافظت على خصوصياتها الثقافية على مرّ الزمن، لكن اليوم تعترضها تحديات أخرى واستعمارا من نوع آخر وبأسلوب جديد، يحاول زعزعة كيانها والضرب في أعماقها تمثل في ما تقوم به العولمة من أدوار في مجال تصدع القيم الاجتماعية وصراع الأجيال، وفتور في العلاقات؛ وبالرغم من أن ديننا الحنيف وعلى لسان نبيه الكريم يوصينا بأن نربي أبناءنا لزمان غير زماننا، لكن زمن التطور التقني الهائل في ميدان الاتصال وتكنولوجيا المعلومات والذي كان سببا في تكريس العولمة، وتوسيع تأثيرها وانتشارها، ولأن العولمة تحمل في طياتها ثقافة الاختراق لكل ما هو خصوصي من أجل تكريس التطبيع والاستتباع الحضاري، وتعمل على تعزيز فكرة البقاء للأسرع، والبقاء لمن ينتج التقنية ويملك المعلومة، كما أن ما تقوم به وسائل الاتصال من عملية نقل الأفراد من عالمهم الواقعي الى العالم الافتراضي الذي يحدّ من التفاعل الاجتماعي ويمنع التواصل بين افراد الاسرة مما يزيد من فجوة الصراع، يجعل الآباء مكبلي الأيدي، ملجمي الأفواه وعاجزين عن تربية الأبناء التربية السوية التي تكون لهم وجاء ومقاومة لكل ما هو دخيل عن ثقافتهم وغريب عن سلوكياتهم. من هذا المنطلق جاءت هذه الورقة كمحاولة لاستكشاف تأثير البعد الاتصالي والتكنولوجي للعولمة على العلاقات داخل الأسرة الجزائرية، وكيف ساهمت في عجزها عن مدّ أفرادها بالمقومات التي بها يستطيعون مواجهة الغزو الثقافي، والتقليص من اتساع دائرة ظاهرة العولمة، والحدّ من تفاقم قوتها، وما ان كان هذا التأثير حقيقة نهائية غير قابلة للتغيير أو المقاومة.

الكلمات المفتاحية

الأسرة ، العولمة، البعد الاتصالي والتكنولوجي، العلاقات