اللّغة العربية
Volume 11, Numéro 1, Pages 745-752
2009-12-01

اللغة العربية وأشكال الهيمنة الجديدة

الكاتب : بوزيد بومدين .

الملخص

تشكّل اللغة بداية التفكير والعلاقة مع الوجود، أو بتعبير بعض الفلاسفة السّكن الذي نعيش فيه أو الذي نجاوره، كما أنّ فهم الحياة والانطلاق تحويه المفردات والتراكيب والجمل، وقد شكّلت اللغة العربية علاقة مباشرة بالمعيش وبالطبيعة، وبقي وهج الحياة في المفردة وطريقة صرفها وبنائها، وقد كانت عامل إثراء للمخلية والعودة التي حاولها الكندي «ت 267هـ» الفيلسوف العربي الأول إلى اللغة العربية في نحت مفاهيم مقابلة للمصطلح اليوناني تعتبر التجربة الأولى في تجاوز إشكالية نقل المفهوم من عالم لغوي ـ ثقافي أجنبي، ومن حقل دلالي لحقل جديد، كما أنّ التجربة الأولى الحضارية أظهرت القدرة العربية على استيعاب علوم الآخرين وترجمتها ضمن دلالات تنتمي للحقل الثقافي العربي - الإسلامي، وهنا كانت القدرة اللغوية بقدرة الناطقين بها، في عميلة استيعاب المعرفة، مما يؤكد العلاقة بين تطور اللغة والتحصيل المعرفي والحضاري، وأن قوّة أية لغة ليس في معجمها وتركيبها فقط، ولكن في قدرة أهلها على التعايش مع الثقافات الأخرى، وسيطرتهم على المعرفة والواقع، ومن هنا فالبقاء عند مدح اللغة العربية أو رثائها وتعداد خصائصها سوف لن يكون خطّاً دفاعياً مجدياً أمام التطور اللغوي الحاصل في العالم، والذي تصاحبه هيمنة إعلامية ـ لغوية، وإنما في تطوير هذه اللغة واستشراف مستقبلها وتجاوز الصراعية التقليدية التي يتحدث عنها البعض كاللغة العربية والدارجة مثلاً.

الكلمات المفتاحية

اللغة العربية؛ التقنيات الجديدة؛ الهوية؛ الأمن الثقافي