المجلة الجزائرية للأبحاث والدراسات
Volume 4, Numéro 3, Pages 68-83
2021-08-15

ما وراء فوضى المنهج: بحث في الشروط الثقافية والسياسية للمعرفة السوسيولوجية في السياق العربي

الكاتب : خرشي زين الدين .

الملخص

تنطلق هذه الدراسة من معاينة مفصلة لنزعات ثلاث تطبع –في الحدّ الأدنى- قسما كبيرا من المنتوج الأكاديمي للسوسيولوجيا والعلوم الاجتماعية في السياق العربي، لتفترض بعدها أن هذا النمط في تفسير وفهم الاجتماعي وتصور المجتمع، يعكس منطق الفلسفة الاجتماعية التي تدعي قدرتها الإجابة على كل الأسئلة، ولا يتصل بالشروط الابستيمية والقواعد المنهجية للعلوم الاجتماعية. تاريخيا، لم تنشأ هذه العلوم التي تختص بدراسة الانسان والمجتمع وفق الطرق العلمية، إلا بعد انبثاق وعي اجتماعي، ووعي ابستيمي متصل به، عبرت عنه الفلسفة الحديثة من خلال مقولة الذات. لقد انتقلت فلسفة الذات بالمنظومة المعرفية من رؤية ثيومركزية للعالم إلى أخرى أنثربومركزية، تخص للفرد بمكانة مركزية في إنتاج الاجتماعي والفعل في التاريخ وتنطلق من مسلمة مفادها أن الواقع بناء اجتماعي. غير أن الفكر الاجتماعي في السياق العربي لا زال يستند على البراديغم الأفلاطوني الذي لا مكان فيه للذات الفاعلة المنتجة للمعنى وللتاريخ، ولا للاجتماعي كموضوع تاريخي. استحضرت الدراسة مقاربة اعتمدت أدوات تحليلية تنتمي لعلم اجتماع المعرفة والسوسيولوجيا السياسية، كي تكشف أولا عن الحدود الفلسفية والسياسية لتجربة النهضة التي فشلت في إحداث النقلة الابستيمية فيما يخص العلوم الاجتماعية، ولتبيّن ثانيا أن النخب –العسكرية والمدنية- التي استفردت بالحكم في فترة ما بعد الاستقلال كانت حاملة لأيديولوجيا سياسية (الشعبوية) تقوم على تمجيد الماضي وأسطرة الشعب ونفي المجتمع ورفض العلوم الاجتماعية.

الكلمات المفتاحية

علم الاجتماع ; المنهج ; علمنة الفكر الاجتماعي ; الشعبوية ; الوعي الابستيمي