مجلة الإناسة و علوم المجتمع
Volume 3, Numéro 1, Pages 186-230
2019-07-30

كلود ليفي- ستروس والتحليل البنيوي للأسطورة

الكاتب : يحي خيرالله .

الملخص

رغم الصرامة العلمية التي اتسمت بها البنيوية كمنهج عام واتجاه طال أغلب العلوم الإنسانية قبل أكثر من 70 سنة إلا أن ثورة الرواد الأوائل لم تخلُ من مجازفات نظرية في ذلك الحين، فقد عمد أكثر البنيويين إلى محاولة القفز على المنهج البنيوي بعد أن اعتقدوا بضرورة التعامل النظري مع مناهج أخرى أكثر واقعية. وهذا لا يعني أن البنيوية لم تكن واقعية إلا أنها كانت بعيدة عن الواقعية العملية وقريبة جدا من التنظيريات الافتراضية. فإن عوامل عدة من قبيل الغموض المنهجي، وانعدامية المعنى، والاهتمام المتطرف بالتركيب والبناء، والتحليل المتكلف في مقاربة النصوص، جعل من المنهج البنيوي أداة للمغايرة المنهجية على نحو كبير. ورغم كل تلك الإخفاقات إلا أن المنهجية البنيوية تبقى من أرصن المناهج العلمية التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين وقد تزعّمها رواد كبار وباحثين مرموقين، إن من أهم مزايا المنهج البنيوي هو: قدرته الفائقة على التحليل النصي مهما كان من التعقيد أو الغموض، وكذلك قابليته على بعث رؤية جمالية بلمسات الباحث الفنان. أن هاتين الصفتين هي ما دفعا رغبتي العارمة على استنطاق الرؤية البنيوية من جديد في بحث أحد أهم الموضوعات غرابة في العلوم الإنسانية وهو موضوع (الأساطير). لقد تضمنت هذه الدراسة البحثية على ستة محاور وهدفت إلى بيان واضح بأن الأسطورة ليست مجرد حكاية أو رواية تُحكى من دون معنى أو قصدية وأنّ ليست ثمة روابط علائقية أو سببية بين أحداثها، بل بيّنت هذه الدراسة بأن الأسطورة عبارة عن منهج حياة وتنظيم عام للمجتمع ورؤية في تسيير الحياة الإنسانية عن طريق استخراج المعنى المندفن في ذات الأسطورة واستنطاق مخزونها المعرفي من خلال إعمال المنهج النبيوي. وقد تطرق البحث إلى بيان موضوع الدراسة وأهميتها وهدفها وتناول المحور الأول أهم المفاهيم الخاصة بالبحث من قبيل الأسطورة واللغة والنسق أو البناء، وقد كان المحور الثاني يتعلق بطبيعة المنهجية المتبعة في هذه الدراسة وهو المنهج البنيوي الذي يقوم على اكتشاف العناصر العميقة/البسيطة/ الأولية والتي تعد الأساس الأولي لكل بناء فوقي. أما المحور الثالث فقد ارتبط بتفسير مفهومي اللغة والكلام واللذان يعدان من أبرز المصطلحات العلمية المستخدمة في الدراسات البنيوية على نحو عام، أما المحور الرابع فقد عمد إلى بيان المائز بين المحورين: التزامني والتزمني، على نحو مبسط، وهما محورين مركزيين في هذا البحث وأن مسالة التفريق بينهما يعد المفتاح الأساس لفهم طبيعة المنهجية البنيوية في دراسة الأسطورة. وقد تركز المحور الخامس حول وحدات اللغة ووحدات الأسطورة وقد قمنا بتفسيرهما وبيانهما على نحو مسهب من أجل إعطاء نظرة عامة في التعريف بهما والوقوف على دلالتهما، وأخيرا فإن المحور السادس ارتبط عمليا بتحليل محتوى الأسطورة تحليلا بنيويا من خلال إعمال حيثيات المنهج ذاته وتطبيقه على الدراسة الأسطورية.

الكلمات المفتاحية

البنيوية ، المنهج، اللغة، التفسير، الاسطورة