فتوحات
Volume 2, Numéro 4, Pages 72-92
2016-12-01

صورة علي بن أبي طالب عند الشيعة من خلال مواقع اليوتوب

الكاتب : فوزي غنيمي .

الملخص

لا يختلف اثنان في أنّ للصورة جبروتها وقوّتها الترميزيّة والتوجيهيّة. وقد يزداد جبروتها كلّما اتّصل الأمر بنمذجة الزعيم السيّاسي، فهي إحدى الرؤى التي تمثّل بها الخطاب السيّاسي الشيعي رموزيّة أئمّته الذين يظلّ علي بن أبي طالب فاتحة كلّ قول فيهم منذ مناصرته من قبل من اعتقدوا أنّه الإمام من بعد ابن عمّه النبيّ محمّد ردّا على إجماع السقيفة. وتبرز قوّة الصورة أكثر لحظة تآلفها مع بلاغة الإبداع الرقمي، الذي نراه قد ساهم هو الآخر في طمأنة التصوّر الشيعيّ على تعبئة المريدين وانعتاقهم من سلطة المقروء والتقيّة. فأضحت اليوم مواقع اليوتوب ملجئهم ومتنفّسهم للصدح بما غيّبته سلطة الآخر السنّي حفاظا على حرمة المقدّس الإسلامي ورموزه. ولم يشذ التصوّر الشيعي في مواقع "اليوتوب" في رؤيته لرمزيّة علي بن أبي طالب عما آمن به السلف. فصورته الأثيلة لازالت تُراوح مكانها. ورغم ما فيها من تقديس وجبروت رمزيّ إلاّ أنّه قد جنح بها أصحابها إلى أبلغ درجات الغلو، وأيّ غلو؟، إنّه الغلو الذي حوّله من البشري إلى المثيولوجيّ، متعاليّا به عن التاريخيّ والمقدس.فحضر علي أبّا للبشريّة ونبيّا وإلها أيضا ، ممّا يشي باستئثار المتخيّل السيّاسي دون غيره بتشكيل الصورة. فلم يكن الدين أبلغ منه، وكان التاريخ رغم حقيقته عاجزا هو الآخر. وقد أنّى لنا مساءلة ذلك التصوّر عن جدوى الغلو، أليس في الأمر مخاطرة قد تؤدّي إلى عكس ما يتمنّاه المرء؟ في ظلّ إنكار الإصلاحيين الشيعة ما آثره بعض الغلاة في الأئمّة. فليس كلّ قول أو صورة خطابا منبتًا. الكلمات المفاتيح: صورة ،علي ، شيعة، يوتوب، سيّاسي.

الكلمات المفتاحية

صورة ،علي ، شيعة، يوتوب، سيّاسي. فوزي غنيمي