مجلة الأبحاث القانونية والسياسية
Volume 3, Numéro 2, Pages 43-65
2021-09-30

مسئولية حارس الأشياء والآلات الميكانيكية بين الخطأ والضرر في القانون المدني الفلسطيني _ دراسة تحليلية _

الكاتب : عوده محمد .

الملخص

تهدف هذه الدراسة بشكل أساسي إلى بيان الأساس القانوني الذي تبناه المشرع الفلسطيني لمسئولية حارس الأشياء والآلات الميكانيكية، ومفهوم مسئولية الحراسة وشروط تحققها، وتم تقسيم هذه الدراسة من إلى مبحثين الأول عن ماهية مسئولية حراسة الأشياء وشروطها، والثاني عن الأساس القانوني الذي تقوم عليه مسئولية حارس الأشياء، لا سيما في ظل الاضطراب الذي وقع به القانون المدني الفلسطيني من تبنيه لنظرية الضر كأساس عام للتعويض عن المسئولية التقصيرية من جهة، ثم تناقضه عندما جعل التمييز مناطًا للمسئولية في موضع آخر، وكذلك عندما تحدث عن السبب الأجنبي كمانع من قيام المسئولية التقصيرية، إذ أن النص على ذلك يعارض النظرية الموضوعية والتي بموجبها تتحقق المسئولية حتى ولو كان الضرر نابع من سبب أجنبي، مما يظهر للبعض أن القانون المدني الفلسطيني تبنى نظرية الضرر في التعويض عن مسئولية حارس الأشياء، وتوصلنا في هذه الدراسة لبعض النتائج من أهمها، أن المشرع لم يبلغ ما وصل إليه الفكر القانوني الحديث فيما يتعلق بإطلاق حكم المادة (197) من القانون المدني على الأشياء بجميع أنواعها، انما اخذ بالمفهوم الضيق حيث اشترط في الأشياء أن تكون بحاجة لعناية خاصة، غير أنه افترض هذا المطلب في الآلات الميكانيكية. كما أن مسئولية حارس الشيء المقررة في القانون المدني الفلسطيني، تقوم على أساس خطأ مفترض وقوعه منه افتراضاً لا يقبل إثبات العكس، وترتفع عنه إذا أثبت أن وقوع الضرر كان بسبب أجنبي لا يد له فيه وهذا السبب لا يكون إلا قوة قاهرة أو خطأ المضرور أو خطأ الغير. ومن أهم التوصيات التي توصلنا إليها في هذه الدراسة هي: ضرورة أن يتخلى المشرع عن عبارة (التي تتطلب حراستها عناية خاصة) في المادة (197) من القانون المدني، وتعديل المادة لتصبح (كل من تولى حراسة شيء يكون مسئولا عما يحدثه هذا الشيء من ضرر…الخ). وضرورة النص صراحة على مقصده من الحراسة وهي السيطرة الفعلية بعنصريها المادي والمعنوي.

الكلمات المفتاحية

حارس الأشياء، الخطأ المفترض، السيطرة الفعلية، المسئولية، التعويض.