مجلة الانسان والمجال
Volume 3, Numéro 5, Pages 232-245
2017-04-15

الأخلاق واللاهوت من وجهة نظر الوضعية المنطقية (ألفرد جولس آيرa.j.ayer نموذجا)

الكاتب : أحمد راقع .

الملخص

الوضعية المنطقية اسم أطلق عام 1931 عن الحركة الفلسفية المنبثقة عن حلقة فيينا، كما تسمى أيضا بالتجريبية المنطقية Logical Empiricism والتجريبية العلمية Scientific Empiricism والوضعية المنطقية الجديدة Logical new Positivism . وعلى الرغم من تعدد التسميات فإن جذور الوضعية المنطقية – سنبقى نتعامل مع هذه التسمية فقط - تمتد في تاريخ الفلسفة لتصل إلى فلاسفة كأوغست كونت (1798-1857) وديفيد هيوم (1711-1776)، وأرنست ماخ (1838-1916) وغيرهم (1 ). وقد ضمت هذه الحلقة مجموعة كبيرة من الباحثين في مختلف فروع العلم والفلسفة فمنهم الرياضي والفيزيائي وعالم الاجتماع وعالم الاقتصاد ...، يجمعهم: >>فهم علمي للعالم << (2 ) يقوم على استبعاد الميتافيزيقا من كل فرع من فروع المعرفة يراد له أن يكون علما، متأثرين بظهور المنطق الجديد الذي وضع أسسه فريجه (1848-1925) وطوره راسل (1872-1970) ووايتهد (1861-1947)، وقد أشار موريس شليك(1882-1636) وهو الرجل الأول في الوضعية المنطقية إلى أهمية المنطق الجديد الذي وجد في الأصل لمعالجة المشاكل الخاصة بالرياضيات وفي الوقت نفسه يمكن الرجوع إليه لحل المشكلات الفلسفية التقليدية.(3 ) وكثيرا ما يتخذ المؤرخون للوضعية كتاب أصول الرياضيات الذي ألفه راسل و وايتهد نقطة بدء لتاريخ هذا الاتجاه، إذ حاول المؤلفان في كتابهما تحليل الرياضيات وردها إلى مبادئ منطقية وإرجاع المبادئ المنطقية إلى عدة فروض تستنبط منها كل قوانين المنطق والرياضيات.(4) وعلى العموم فمنطقهم من الناحية التاريخية هو منطق فريجه وبولزانو(1718-1848)وبرنتانو(1838-1917) ومورغان(1806-1871) وجورج بول(1815-1864) وبيانو(1858-1932) وجورج مور(1873-1958)، إلا أن التأثير القوي والمباشر والذي لا يختلف حوله اثنان كان من أبرز فلاسفة الفترة المعاصرة وهو لودفيج فيتجنشتاين(1889-1957) الذي لم ينتم إلى الحلقة إلا انه كانت له لقاءات مع أعضائها.(5) وكان لمؤلفه: رسالة منطقية فلسفية tractatus logico-philosophicus الذي ظهر عام 1922 وكتب مقدمته راسل، الأثر البالغ على فلاسفة هذا الاتجاه واعتبر عند المؤرخين الأساس الذي التقت عنده حلقة فيينا التي صدرت منها الوضعية المنطقية.(6) وكان الظهور الفعلي للمدرسة مع شليك الذي كان يقود حلقة البحث في حلقة فيينا؛ وتزامن هذا مع ظهور كتيب لها يعرض برنامجها بعنوان: حلقة فيينا، النظرة العلمية للعالم. ثم بدأت مجلة المعرفة في الظهور في العام التالي، وحلت محلها في عام 1931 مجلة العلم الموحد. وقد تعاقبت مؤتمرات للمدرسة الواحد منها بعد الآخر كما يلي: براغ 1929 – 1934، كونجزبرج 1930،باريس 1935-1937، كوبنهاجن 1936، كامبردج( بريطانيا)1938، كامبردج(الو.م.أ)1939.(7) كما أصدرت الجماعة سلسلة من الكتب بإشراف شليك وفيليب فرانك (1884-1966) باسم كتابات عن النظرة العلمية، وساهم شليك بكتاب: أسئلة في علم الأخلاق، وساهم فيليب فرانك بكتاب: عن قانون السببية وحدوده، وساهم رودولف كارناب(1891-1970) بكتاب: البناء المنطقي للغة، وساهم اوتو نويراث (1882-1945) بكتاب في علم الاجتماع. (8) ويعدُّ الفيلسوف البريطاني ألفرد جولس آير الممثل الرئيسي للوضعية المنطقية في أوربا الغربية، وبالضبط في بريطانيا، تعلم في آيتون وأكسفورد، ثم سافر في عام 1932 إلى فيينا حيث درس في حلقتها وكان على اتصال مباشر مع فلاسفتها، حيث كانت في أوج نشاطها.

الكلمات المفتاحية

الأخلاق؛ اللاهوت؛ الوضعية المنطقية؛ ألفرد جولس آير.