الخطاب
Volume 3, Numéro 3, Pages 127-148
2008-05-01

القيمة الحجاجية لأسلوب القصر في اللغة العربية

الكاتب : طلحة محمود .

الملخص

ارتبط إدراك مفهوم اللغة منذ القديم بمفهوم مزاوج لها هو وظيفتها التواصلية والتبليغية حتى غدا ذلك المفهوم قريناً لها، أينما ذُكرتْ ذُكر معها، وهو إدراك كان له وجود في التراث اللغوي العربي منذ نشأته عبَّر عنه علماء العربية ممن خلَّفوا تراثاً زاخراً بالمفاهيم والتصورات، ونذكر من بين النصوص المهمة التي أناطت باللغة وظيفة التواصل والتبليغ ما ذكره أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ(ت255هـ) في كتابه" البيان والتبيين" بقوله « والبيان اسم جامعٌ لكل شيء كشف لك قناع المعنى، وهتك الحجاب دون الضمير، حتى يغضي السامع إلى حقيقته، ويهجم على محصوله كائناً ما كان ذلك البيان، ومن أي جنسٍ كان الدليل لأن مدار الأمر والغاية التي يجري إليها القائل والسامع إنما هي الفهم والإفهام» ومعلوم أن القائل والسامع خاضعان لنواميس اللغة وقواعدها فالكلام لا يكون إلا على سمتها وتبعاً لقوانينها لِذا ربط الجاحظ ربطاً أساسيا بين الدلالة وبين التواصل المبني على الفهم والإفهام، وقد عبّر أبو الفتح بن جني(ت392هـ)عن مفهوم اللغة أصدق تعبير باستيفائه لخاصيتين من خصائصها إذ يقول في كتاب"الخصائص" في حد اللــغة:«أما حدّها فهي أصوات يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم » فاللغة مؤسسة اجتماعية أولا وهي تتولى وظيفة التواصل بين أفراد المجتمع ثانياً.

الكلمات المفتاحية

--