مجلة الاستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
Volume 6, Numéro 1, Pages 1681-1698
2021-07-15

الدولة الفاشلة في ليبيا واليمن وتداعياتها على الامن في المنطقة العربية

الكاتب : Hamza Berrabah .

الملخص

الدولة الفاشلة هي التي ليس لديها القدرة على القيام بوظائف إدارة الحكم وتعاني من أزمات داخلية سياسية و إقتصادية وإجتماعية وأمنية خاصة الفساد السياسي والمالي والإداري ، ولا تستطيع القيام بوظائفها الرئيسية ، وخاصة تحقيق الأمن والخدمات الأساسية للمواطنين ولا تمتلك حق إحتكار القوة المشروعة ، وتفقد جزءا من أراضيها لصالح جماعات مسلحة أو حركات انفصالية ، وتعاني من تدخلات إقليمية ودولية مباشرة وغير مباشرة ، وتفتقد إلى الشرعية داخليا وخارجيا وقابلة أكثر للصدمات الداخلية والخارجية مثل الأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية، ويشكل الفقر والبطالة والفساد. تعيش الدولة العربية منذ نشأتها أزمة بنيوية متعددة الأوجه تعود في بعض وجوهها إلى السياق التاريخي الذي ولدت فيه كوريث للاستعمار الذي خلَّف لديها عاهات مستديمة، من أبرزها: - التبعية للخارج على المستوى الدولي. - التجزئة على المستوى الإقليمي - الاستبداد على المستوى المحل وعلى مدى العقود الماضية تفاقمت تلك الأزمة وتجلَّت في تعدد مظاهر الفشل: • فشل في بناء نظام سياسي تعددي. • فشل في بناء اقتصاد قوي ونموذج تنموي مستدام. • فشل في إدارة علاقات دولية متوازنة بعيدًا عن التبعية والتذيل للقوى الأجنبية. • فشل في تأسيس إجماع وطني ونحت هوية وطنية جامعة قادرة على إدماج كافة مكونات المجتمع. • فشل في التكامل العربي وردم الهوة التي خلقتها خرائط وتسويات ما بعد الحرب العالمية بين القوى الدولية المتصارعة. ولم يكن الربيع العربي إلا لحظة كاشفة عن مدى هشاشة الدولة وضعف الأنظمة السياسية التي قادتها لعقود؛ فقد تزايد عدد البلدان العربية المهددة، مباشرة أو بشكل غير مباشر، في أمنها واستقرارها ووحدتها المجتمعية والترابية. كما دخل النظام الإقليمي المأزوم في مرحلة موت سريري، ولا يبدو أنه سيجد توازنه واستقراره إلا في ظل ترتيبات جديدة تأخذ بعين الاعتبار إصلاح الدول العربية إصلاحًا عميقًا يعالج أزماتها الهيكلية ويحقق التكامل فيما بينها. بدون ذلك، ستظل المنطقة العربية ساحة خصبة لتنافس المشاريع الإقليمية الأخرى، وسيظل الصراع هو الآلية الأبرز لنحت مستقبل المنطقة العربية.

الكلمات المفتاحية

الهشة ; الفاشلة