مجلة الابداع الرياضي
Volume 2, Numéro 2, Pages 335-351
2011-10-30

دور النشاط الرياضي الترويحي في تحقيق التوافق النفسي للمتخلفين ذهنيا

الكاتب : مراد رحلي . يوسف لورنيق .

الملخص

مرت عملية التكفل بالمتخلفين ذهنيا بعدة مراحل ذكرها (محمد مقداد2007 خلال مداخلته بعنوان "إعداد معلمي التلاميذ العاديين للتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة في ضوء أساليب الدمج " أولها : مرحلة الإهمال والنبذ وكانت قبل ظهور الأديان السماوية ، فقد نادى الإغريق والرومان واليونان بضرورة إبعادهم عن المجتمع لأنهم يسيئون إليه ويجب نفيهم خارج البلاد وحرمانهم من كافة الحقوق والواجبات . تلتها مرحلة الاعتناء والاهتمام فقد دعت الأديان السماوية إلى العناية بهم، حيث عدت الديانة المسيحية من ضمن واجباتها رعايتهم بدافع الشفقة والرحمة. وفي المرحلة الثالثة عودة إلى الإهمال والنبذ وذلك من القرن 15 إلى القرن 15 ، أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة العزل بدأت من ق18 إلى منتصف القرن 20 أما مرحلة الدمج التربوي من منتصف القرن 20 إلى نهايته .وأخيرا مرحلة الدمج الشامل التي بدأت مع بداية القرن الواحد والعشرين بهدف تحقيق التوافق النفسي ونستطيع أن نحكم على مدى تقدم المجتمع ولقد كانت النظرة القديمة ترى أن هذه الفئة- هي المعيار الذي يحدد أي مجتمع ولا أمل يرجى من ورائها, فكانوا يعيشون في جو من الشعور بالخيبة والإحباط, وكانوا يحتلون مشكلة من المشاكل الاجتماعية الخطيرة وتلازمها مشاكل اجتماعية أخرى لها خطورتها على المجتمع كالتسول والإجرام والتشرد وغيرها..ومع تطور الفكر الإنساني والديمقراطي بدأت هذه الفئة تأخذ حقها الطبيعي في الرعاية والتوجيه والتأهيل ولذلك تحولت هذه القوى والإمكانيات البشرية المعطلة إلى قوى منتجة ساهمت في عملية الإنتاج . إن المهم بناء شخصية ذوى الاحتياجات الخاصة وذلك بزرع المثابرة فيهم حيث إن رعاية الفئات الخاصة والاهتمام بهم لم يعد واجبا إنسانيا فقط وإنما حق مشروع لهذه الفئة, التي شاء القدر أن يكونوا على هذه الحالة, بل وأصبح معيار تقدم الدول الآن مقترنا بما تقدمه من خدمات لهم وتوفير السبل والوسائل التي تساعدهم على الإنتاج في المجتمع. والتوافق النفسي يتكون من بعدين رئيسيين هما التوافق الشخصي ويعني الاتزان مع النفس وتقلبها أما التوافق الاجتماعي فهو الانسجام مع المجتمع ومتطلباته . ولاشك أن تمكين المتخلفين ذهنيا من بلوغ التوافق النفسي يتطلب إعداد برامج ونشاطات خاصة ، أولتها الجزائر اهتماما كبيرا فأنشأت مراكز طبية بيداغوجية لها أهدافها وبرامجها الخاصة منها الطبية والأكاديمية النفسية ، والحركية والترفيهية الترويحية. وقد أصبح من المؤكد أن الأنشطة الرياضية هي أحد الصور الإيجابية لممارسة الفرد لحياته الطبيعية والتي تتخذ مواقع متعددة سواء في المؤسسات التربوية التي تقوم بتقديم برامج منهجية أو غير منهجية أوعلي صعيد الأنشطة الاجتماعية والنوادي مما تقدمه من أنشطة بدنية يراد من ورائها السعي من أجل اكتساب الفرد مهارات اجتماعية وحركية تساعده على قضاء وقت الفراغ بشكل مفيد وإتاحة الفرصة للمتميزين في تطوير أنفسهم وتحقيق مستوى متقدم. وإذا كان النشاط الرياضي ، يشكل محورا جوهريا من حياة الأطفال العاديين ،فإنه أجدر بذلك أن يكون مجالا هاما في تربية ورعاية الأطفال المتخلفين عقليا ، إذ نجد جميع العمليات التربوية والأساليب المستخدمة في تربية هذه الفئة تقوم أساسا على اللعب والنشاط والحركة لأجل إعداده كي يحتل مكانة في العالم الاجتماعي كفرد محترم في حدود قدراته الشخصية ،وإتاحة الفرصة له كي ينمي قدراته البدنية والعقلية والاجتماعية ومواجهة مطالب حياته البيئية والمادية والمعنوية . وبم أن النشاط البدني الرياضي ومما هو متعارف عليه أنه ينمي المجالين ، الحسي الحركي والاجتماعي العاطفي ، لهذه الفئة لما تعانيه من معوقات في الإدراك الحسي الحركي ومعوقات نفسية اجتماعية والتي من أجلها جعلن نقوم بالبحث والذي يتناول دور النشاط الرياضي الترويحي في عملية التوافق النفسي الاجتماعي للأطفال المتخلفين ذهنيا تخلفا بسيطا ومتوسطا .وهو موضوع يكتسي أهمية بالغة ، لأننا نرى أن العمل مع الأطفال يعني العمل للمستقبل ، وإيمانا منا بأن الطفل المعوق يختلف عن الطفل العادي ، مما يحتم علينا البحث في أنجع الطرق التي تمكننا من تكييف هذه الفئة والعمل على إيجاد وسائل ناجعة لعملية التوافق الشخصي والاجتماعي لهذه الفئة ، وأهم الطرق التي تتماشى مع خصائصهم التكوينية ، وكل الجوانب المتممة لشخصيتهم ، وذلك كي نستطيع إعدادهم ورعايتهم تربويا ،ونفسيا واجتماعيا .

الكلمات المفتاحية

دور النشاط الرياضي الترويحي في تحقيق التوافق النفسي للمتخلفين ذهنيا