مجلة الابداع الرياضي
Volume 2, Numéro 3, Pages 85-95
2011-12-15

الممارسة الرياضية في وقت الفراغ و دورها في تفعيل أداء عمل الفريق داخل المؤسسات الإقتصادية ، دراسة حول المديرية الجهوية للصيانة بالأغواط

الكاتب : رضوان بن جدو بعيط .

الملخص

الممارسة الرياضية وقت الفراغ أداء عمل الفريق المؤسسات الإقتصادية

الكلمات المفتاحية

شهد العالم في العصر الحديث عدة تغيرات شملت مختلف الميادين و القطاعات الاقتصادية الاجتماعية و الثقافية و الرياضية كان مبتغاها هو تذليل الصعاب و إيجاد حياة أكثر أمان و إستقرار و رقي ،وذالك من خلال المنتجات الراقية التي أنتجتها في شتى مجلات الحياة ،ومن أكبر السلبيات التي أفرزها هذه التغيرات هي ضغوط العمل حيث أصبح الترويح و ممارسة الرياضة من أهم متطلبات الأفراد في الحياة اليومية لاسيما في أوقات الفراغ ، وتعد ممارسة النشاط الرياضي في صورته التربوية الحديثة و بتنظيماته و قواعده المبنية على أساس علمي ، ميدانا هاما من ميادين التربية الحديثة و عنصرا فعالا و قويا في إعداد المواطن الصالح من خلال تنشئته و تزويده بمختلف المهارات الحركية و النفسية و القدرات البدنية و زيادة كفاءة مختلف الأجهزة الحيوية في جسمه و تفعيل الجانب الاجتماعي في الممارسات اليومية و التقليل من السلوكات الفردية ،لأن الله عز و جل بارك في الجماعة و العمل الجماعي ،والإسلام دين يلتزم بالجماعة كمنهج للحياة بكافة شئونها ،و ليس أدل من تأكيده على الجماعة في الشعائر التعبدية و الحياة العملية نظرا لما يحصل بها من التآلف التمازج و التعاون ، و الاحاديث النبوية التي تحث المسلمين على التماسك و توثيق عرى التعاون و العمل بروح الفريق و الجسد الواحد كثيرة و منها : - قوله عليه الصلاة والسلام " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص بشد بعضه بعضا " - قوله عليه الصلاة والسلام " مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى " - إذا كانت الجماعية مؤكدة و لامه في تشريعات ن فإنها تصبح أيضا مؤكدة و لازمة في كثير من أعمال البشر و خصوصا تلك التي تتطلب التعاون و تضافر الجهود من خلال العمل الجماعي . إن الحاجة إلى فرق العمل أضحت ضرورة لمواجهة التحديات المختلفة وليس ) ترفاً( إدارياً. إذ لم تعد الروح الفردية والانعزالية لدى الأفراد والأقسام والوحدات داخل الإدارات أمراً مقبولاً لأن النشاط الاقتصادي والاجتماعي والخدمي يقوم أساساً على التعاون بين الأفراد وكلما نجح العمل الجماعي نجحت الإدارات في تحقيق أهدافها والعكس صحيح. وما فرق العمل إلا مظهر من مظاهر التفاعل بين الأفراد كجماعه كما أنه يجسد مفهوم العمل الجماعي. وأضحت الإدارات بأفرادها بمختلف أنواعها بحاجة ماسة إلى الاعتماد على مفهوم فرق العمل لأن هذا الأسلوب يعمل على تسخير الإمكانات العقلية والمهارات السلوكية وتجميع خبرات وأفكار واقتراحات ونقاط القوة لدى أعضاء الفريق ليكونوا أكثر استجابة لتحديات البيئة التنافسية إن فرق العمل تمثل أداة هامة في سبيل تحقيق التكامل والتوازن بين أهداف الفرد وأهداف المؤسسات ،بالإضافة إلى توحيد الجهود الفردية في قالب جماعي واحد و العمل بروح الفريق. إن الطابع الاجتماعي الذي يميز ممارسة الرياضة ويغلب عليها في مختلف المنافسات الرياضية ،تكسب الفرد النظام ،و الولاء و الشعور بالمسؤولية ،وحب التعاون ،و تكسبه أيضا التقييد بالجماعة و السلوك الجماعي و إنشاء علاقات طيبة بين الأفراد و الجماعات و الثقة بالنفس أثناء أداء الوجبات اليومية و المهنية ، و يعتبر استثمار وقت الفراغ من أهم الأسباب التي تؤثر على نمو شخصية الأفراد كما أنه من أهم القضايا التي توليها المؤسسات و الهيئات الإجتماعية القدر الكبير من العناية ، و هناك العديد من الدراسات التي تعرضت لأهمية ممارسة الرياضة في وقت الفراغ مثل دراسات ) باسكو ،وبيبجل ،وهيرمان ،وروبالتز ( واتفقت كل الدراسات على أن الممارسة الرياضية في وقت الفراغ من أهم العوامل التي تنمي المستوى البدني و تكسب القوام الجيد و تمنح الفرد السعادة و المرح و الإنفعالات الإيجابية السارة تجعله قادرا على العمل و الإ نتاج والدفاع عن الوطن وتعمل على الارتفاع بالمستوى الرياضي للفرد ،ومن ناحية أخرى تسهم الممارسة الرياضية في وقت الفراغ في إكساب النمو الشامل والمتميز للفرد . لذي ارتأينا في دراستنا إلى توظيف ممارسة الرياضة في وقت الفراغ كوسيلة لتفعيل عمل الفريق داخل المؤسسة الاقتصادية سونا طراك موضوع الدراسة الخاصة في مصانع الإنتاج بالصحراء الجزائرية الكبرى نظرا للتطورات الكبيرة وإستراتيجية النجاح التي تفرضها الإدارة الحديثة في ظل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومرورا بالحاجات والتكتلات الاقتصادية والشركات متعددة الجنسيات و إنتهاءا بمعايير الجودة العالمية التي أدت بطبيعة الحال إلى تنامي حدة المنافسة في الأسواق المحلية والإقليمية وحتى العالمية لتبرز بذلك الإستراتيجيات الجديدة للإدارة الحديثة والمتمثلة في إدارة فريق العمل لحل معادلة العصر هل نكون أو لا نكون ؟ وهل نبقى أو نزول ؟ ، وهذا ما جادل عليه كاتزنباخ وسميث أن التنظيمات مرتفعة الأداء تعتمد كليا على إنتاج فرق عمل قوية وشبه مستقلة ، ويريا مناهج الإدارة الأخرى معيقة للإنتاجية بل ومدمرة ، على أساس أن في النهاية كل ما تفعله هو قيادة التنظيم إلى ممارسات عملية ستاتيكية بل إلى الركود ، وجادلا أن المنفذ الرئيسي الذي يهدف إلى قيادة تنظيم ديناميكي يجب أن ينسى إدارة وضع اليد وبدلا من ذلك فإنه يحتاج إلى إعداد هياكل ونظم تسمح لفرق من الناس بتشغيل التنظيم بأنفسهم .