المعيار
Volume 25, Numéro 5, Pages 632-668
2021-07-15

التَّعليل المقاصدي وأثره في فهم الحديث النَّبوي

الكاتب : تومي نورالدين .

الملخص

إنَّ الفهم السَّليم لأحاديث النَّبيِّ واستنباط الأحكام منها لم يُترك لآراء النَّاس وأفكارهم وأهوائهم، بل مرجعُه إلى أصولٍ دلَّت عليها نصوص الكتاب والسُّنَّة، ولذلك تتبَّع الأئمَّة والعُلماء تلك الأصول، وقعَّدوا منها القواعد وأسَّسوا الأسس ووضعوا الضَّوابط لفهم الحديث، ومن أهمِّ تلك القواعد فهمُ الحديث على وفق مقاصد الشَّريعة، فإنَّ فهم الحديث النَّبوي بمعزلٍ عن مقاصد الشَّريعة يؤدِّي إلى نتائج وخيمة بعيدة عن مُراد الشَّارع، وإنَّ من أكبر ما يُعين على ضبط الاستدلال بالمقاصد معرفة العِلَّة المقاصدية التي جاء بها النَّص، وهو ما يُسمَّى بالتَّعليل المقاصدي، وهو التَّعليل بجلب المصالح أو دفع المفاسد، وعلى هذا الاعتبار جاء هذا البحث ليسلِّط الضوء على أثر التَّعليل المقاصدي وأهميته في فهم الحديث النَّبوي، من خلال نماذج تطبيقية من أحاديث المصطفى مصنَّفة على وفق خطَّة تضمَّنت في مجملِها، أثر التَّعليل المقاصدي في فهم الحديث عموما وفي التَّرجيح بين الأقوال المختلفة، وأثره في فهم مُشكِل الحديث ومختلَفه، كما تمَّ التَّطرُّق إلى ضوابط إعمال التَّعليل المقاصدي، ويهدفُ هذا البحث إلى تصحيح كثيرٍ من الفُهوم الخاطئة في فهم النُّصوص النَّبوية، وإزالة اللَّبس عن فهمِ كثيرٍ منها، خصوصًا ما يتعلق بالمشكل والتَّرجيح بين الأقوال المختلفة في فهم الحديث، وكانت أهم نتائج البحث: أنَّ التَّعليل المقاصدي من أهمِّ الموازين التي يُفهم بها الحديث فهمًا مطابقا لمراد الشَّارع، كما يعتبر قائدًا إلى معرفة روح النُّصوص ومدلولاتها الكُلية، ويعتبر التَّعليل المصلحي حَكَمًا في التَّرجيح بين كثير من الأقوال المختلفة في تفسير الأحاديث، كما أنَّ التدبُّر في العلَّة المصلحية للحديث يزيل كثيرًا من الغموض الموجود في الأحاديث ويرفع الإشكال عنها، وهو من أهمِّ أوجه الجمع والتَّرجيح بين الأحاديث التي ظاهرها التَّعارض.

الكلمات المفتاحية

التعليل-المقاصد-فهم الحديث