الحوار المتوسطي
Volume 2, Numéro 1, Pages 150-159
2010-03-10

تقاطع تاريخ الأديان المقارن والأنثروبولوجيا و دورهما في الحوار بين الثقافات

الكاتب : ميلود طواهري .

الملخص

من علماء الأنثروبولوجيا من لم يتنقل للفضاءات الجغرافية البعيدة التي شكل أهاليها مواضيع متميزة في هذا الحقل المعرفي، ومع ذلك كانت لهم كتابات عديدة اعتمدت على ما ورد لهم من كتابات معاصريهم على شكل تقارير و أوصاف دقيقة. وهناك منهم من اعتمد على ما وفره علم التاريخ من أخبار عن القدماء و من تلاهم من شعوب و أمم تركوا بصماتهم في ذاكرة كوكبنا لذا نقترح في هذا المقال معالجة مسألة العلاقة بين علم الأديان المقارن و الأنثروبولوجيا بصفة عامة من خلال تقاطعهما في تناول الظاهرة الدينية، والأنثروبولوجيا الدينية من حيث أنها تخصص نظري امبريقي من جهة، و الدراسة المقارنة للأديان بصفته تفكير أساسي حول الظرف الديني. ولهذا الغرض لا نريد في هذه السطور ربط قِطَع من الأول بالثاني ولكن تلاقيهما تبعا للمنظور التحليلي لكليهما، وإنما سنتطرق إلى بعض الكتابات التي تناولت الحقل المعرفي الموسوم أنثروبولوجيا و كذلك كتابات تتعلق بنظريات الدين حتى نبين التداخل في المواضيع كما سنخصص بعض الحديث عن مسألة الطريقة المقارنة وهي طريقة بحث تفرض نفسها في التخصصين لنخلص في الأخير إلى بروز مسألة الأخر كإشكالية أفرزها تاريخ الأديان المقارن، و تبنتها الأنثروبولوجيا الحديثة. يحوي مصطلح مقارنة الأديان "تاريخ الأديان"، و "فلسفة الدين"، و "علم الاجتماع الديني" و "علم النفس الديني" و "الأنثروبولوجيا الدينية"، وعلم "مقارنة الأديان" يعني أن نتخذ من الأديان بصفة عامة ـ كتابية ووضعية ـ والعقائد الدينية، موضوعاً للدراسة العلمية بمناهج موضوعية. يحاول علم الأديان المقارنة الكشف عن كيفية نشأة فكرة الدين و تطورها عبر القرون، ومدى تأثيرها على المسيرة البشرية، كما أنه يساعد الباحثين في التعرّف على القواسم المشتركة لدى الديانات المختلفة، بما يساعد على تقارب أتباع تلك الديانات. فالشعوب رغم اختلافاتها الثقافية تشترك بصورة ما في الأسس العقلية لما فيه مصلحتها.

الكلمات المفتاحية

تقاطع تاريخ الأديان المقارن -الأنثروبولوجيا- الحوار بين الثقافات