المجلة الجزائرية للدراسات السياسية
Volume 3, Numéro 2, Pages 101-114
2016-12-01

جغرافية آسيا الوسطى و أهميتها في الفكر الجيوبوليتيكي

الكاتب : بوسنان سفيان .

الملخص

تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على جغرافية آسيا الوسطى من منظورات علماء الجيوبوليتيك، الذين بلوروا فكر يركز على أهمية الموقع الجغرافي لهذا الإقليم كأحد أهم الأقاليم الجغرافية الإستراتيجية في العالم، الذي جذب إهتمام القوى الدولية على شكل صراع دولي إستراتيجي بدأ في القرن التاسع عشر بين بريطانيا وروسيا القيصرية، وسمي بـ " اللعبة الكبرى "، حيث كان يتحكم في هذا الصراع البعد الجغرافي كأبرز الأبعاد للتحكم في هذا المجال الحيوي، ومن ثم السيطرة على أفغانستان، والتوسع نحو شبه القارة الهندية، في إطار الصراع بين القوة القارية (البرية) والقوة البحرية، وقد تجددت هذه اللعبة ( اللعبة الكبرى الجديدة ) في القرن العشرين والواحد والعشرين، لاسيما بعد تفكك الإتحاد السوفييتي بين روسيا الإتحادية والولايات المتحدة الأمريكية على شكل تنافس دولي، تحكم فيه المعطى الجيو- سياسي الجديد الذي أفرز حدودا دولية جديدة في المنطقة، يتوجب التعامل معها من منطلق محاولات ملأ فراغ القوة للتحكم في هذه الرقعة الجغرافية، ومنه الهيمنة على أوراسيا، حيث صنفت آسيا الوسط على أنها جزء حيوي من قلب العالم، فالسيطرة عليه، تعني السيطرة على كل العالم. ومن الناحية الامبريقية، فان التنافس الدولي على آسيا الوسطى، ما هو في الواقع إلا تطبيقا لبعض النظريات الجيوبوليتيكية التي أولت اهتماما بالغا لجغرافية الإقليم باعتباره المحور الجغرافي للتاريخ في فكر عالم الجيوبولتيك البريطاني "هالفورد ماكندر "، وهو حافة الأرض الحيوية في نظر الأمريكي " نيكولاس سبيكمان "، أما المنظر المعاصر الأمريكي "زبيغينو بريجينسكي " فقد أحياء الفكر الجيوبولتيكي، بتركيزه على أهمية آسيا الوسطى، كونها تشكل المساحة الوسطية لقارة أوراسيا ، اذ ساهمت جغرافيتها في بروز منافسات دولية استراتيجية ترمي الى فرض الهيمنة العالمية.

الكلمات المفتاحية

آسيا الوسطى ; الفكر الجيوبوليتيكي ; جغرافية آسيا الوسطى ; السياسة الدولية ; نظرية قلب الأرض ; نظرية حافة الأرض ; نظرية المساحة الوسطية ; المكانة الجغرافية ;