مجلة إحالات
Volume 3, Numéro 1, Pages 9-19
2021-06-01

أخلاقيات الترجمة: الأبعاد التكوينية للسلوك الترجمي

الكاتب : الزين محمد شوقي .

الملخص

أخلاقيات الترجمة هي مجموع القواعد الموضوعية والاستعدادات الذاتية التي يسير وفقها المترجم، وليست أحكاماً قسرية أو مواعظ. إذا حدَّدنا القواعد الموضوعية في المعرفة الكافية والوافية للغة أو اللغات المراد الترجمة منها أو الترجمة إليها، فإن الاستعدادات الذاتية تتلخَّص في طبع المترجم أو ما سمَّاه اليونان القدامى «إيثُوسْ» (ethôs) الذي انحدرت منه الأخلاق (ethics). لكن وجب التفريق بين الأخلاق الجمعية (morality) ذات الأحكام القسرية حول ما ينبغي فعله أو الامتناع عنه، والأخلاق الفردية (ethics) هي مجموع الاستعدادات والطِباع التي يتفرَّد بها الشخص. عندما نتأمَّل جيّداً، نجد أن الترجمة تستجيب لهذا التفرُّد، وأن المترجم يعتمد على مواهبه وكفاءاته. الترجمة هي مجموع القواعد الخاصة بالعمل الترجمي، ويقوم المترجم بإنجازها في السياق التداولي الذي يتعيَّن عليه السلوك فيه. تصبح الترجمة هنا مسألة «سَمْت أو مَلَكَة» بالمفهوم السوسيولوجي عند بيير بورديو (habitus)، يقع بها المترجم على حافة الموضوعي والذاتي، بين القواعد التي يُنجزها والاستعدادات الذاتية في الكفاءة التي يبذلها. كذلك، تغدو الترجمة مسألة «تكوين» بالمعنى الألماني الحديث لفكرة التكوين أو الثقافة (Bildung)، تقتضي مجموعة من الخصال التي تجعل من العمل الترجمي عملاً تكوينياً للذات المترجِمة وإتقاناً فنيًّا للمادة المترجَمة. تعمل هذه الدراسة على إبراز هذه الأبعاد التكوينية للترجمة التي هي شكل من أشكال الأخلاقيات العملية التي يضطلع بها كل مترجم.

الكلمات المفتاحية

الترجمة، الاستعداد، الكفاءة، التكوين، الثقافة، الفلسفة العملية