مجلة النص
Volume 8, Numéro 1, Pages 43-64
2021-06-01

مراح مراد - فيلم الروائي التاريخي بين حرفية الحادثة التاريخية والمتخيل السينمائي -

الكاتب : مراح مراد .

الملخص

من المتعارف عليه ان كل (فيلم تاريخي) هو لقاء بين خطابين ووسيلتين للحديث عن شيء كتابية وبصرية الخطاب السينمائي ينبغي ان يكون مشهدي الطابع منظرياً قابلاً للعرض يستحق المشاهدة ويجذب او يشد الانتباه كما يتطلب التقليد الذي نشأ فيه الخطاب التاريخي هو النص الكتابي او الوثيقة المكتوبة في زمن وقوع الحدث او بعده بمدة زمنية طويلة او قصيرة وهو الذي اصطلح علي تسميتة بـــ(النص التاريخي) او الخطاب التاريخي الذي يطرح نفسه كونه (علمي النزعة) وليس استعراضي النزعة كما هو عليه الخطاب السينمائي. ان كل واحد من الخطابات لهما عذر وحجة للآخر في الفيلم التاريخي فالملابس والبدلات والازياء والديكورات والعربات او المركبات والخيالة او الفرسان ووسائل النقل كلها عناصر مهمتها تمرير وايصال الرسالة التاريخية للحدث بطريقة اكثر امتاعا واقناعاً او بطريقة (استعراضية مشهدية مرئية) كما لو انها تحدث من جديد امام ناظرينا بعد ان كانت تقدم بصورة تبعث على الملل على الطريقة التقريرية المدرسية الجافة الكئيبة المكتوبة اكاديمياً فالشخصيات التي افلتت من المنهج المدرسي وكتاب التاريخ ستلبس او تكتسي عبر السينما وبفضل الصورة السينمائية حقيقة تاريخية اكثر اقناعاً وان كانت مغايرة للواقع الحقيقي للحدث التاريخي او للشخصية التاريخية حيث تنحو الأفلام المتعلقة بتقديم التاريخ إلى محاولة التأريخ ولكن بشكل بصري، حيث يتخذ (( الفيلم التاريخي )) أشكالا شديدة التنوع، حتى أننا لا نستطيع أن نمسك بطبيعته الحقة إلا إذا درسنا العلاقات التي يحتفظ بها مع التاريخ، حيث إن القاسم المشترك الوحيد بين تلك النوعية من الأفلام، والذي يمكننا على أساسه تقييمها، كما أنه الوحيد القادر أيضا تقديم زاوية يمكن من خلالها تناول أسئلة من قبيل : هل يتفق الفيلم مع الحقيقة التاريخية ؟ وهل هو إعادة بناء أمينة للتاريخ؟، تقع في دائرة نقد المولعين بالسينما، أو مدمني مشاهدتها، أكثر من كونها عملية ذهنية تبحث على بينة من أمرها، عن الوصول لنظام الرمزيات في الطرح السينمائي للتاريخ.

الكلمات المفتاحية

فيلم ; تاريخ ; سينما ; كادر ; اخراج