مجلة الاستيعاب
Volume 3, Numéro 1, Pages 44-78
2021-01-20

أثر الفتوحات الإسلامية في عهد الأمويين ووقعها على الأنظمة المنهزمة

الكاتب : حسن عنقوري .

الملخص

شهد التاريخ الاسلامي ثورة حضارية كبرى لم يعهد لها التاريخ مثيلا، ودليل ذلك قيّام فتوحات إسلامية كان لها وقع عظيم على الحضارات الأخرى مما أفضى إلى تشكّل تراث حضاري زاخر،وقد اخترت موضوع هذه الورقة للوقوف على حقبة تاريخية من العصر الأموي، ومن خلال التطرق لمجموعة من قضاياه ،ومن ذلك تعامل المسلمين مع الأنظمة المنهزمة في إفريقيا وآسيا إبّان العصر الأموي، رغم أنّ هذا النوع الراقي من التعامل كان سائدا منذ الفتوحات الإسلامية على عهد الخلافة الراشدة، ثم إن الباعثَ على النظرِ إزاء هذا التعامل فترة العهد الأموي، هو معرفة المظاهر والآثار والنتائج المترتبة عن تلك التصرفات الإنسانية..،منْ حيث عدم احترام معتقدات هذه الأنظمة وحرمانهم من ممارسة الأنشطة الاقتصادية التي كانت حِكرا على العرب، كما تمّ استعباد شعوبهم وبيعهم في أسواق الدولة الأموية، وهذا ما يفسر حصول الدولة الأموية على غنائم وثروات كثيرة نتيجة فتوحاتهم ،بخلاف المسلمين في آسيا حيث كان تعاملهم فيه كثير من الاحترام والتقيّد بأحكام الشريعة الإسلامية، لكن يبقى القول واضحا أنّ تعامل المسلمين خلال فتوحات العصر الأموي لم يتقيد المسلمين فيه بالشريعة الإسلامية، مقارنة مع فتوحات الخلافة الراشدة، حيث كان هدف المسلمين هو نشر الإسلام وجعله فوق أي اعتبار، فقد كان تعاملهم اتجاه الأنظمة المنهزمة وفق الشريعة الإسلامية. بالرغم من تلك التجاوزات الذي ميّزَت العصر الأموي، الشيء الذي يفسر دخول البربر في الإسلام، والشعوب الآسيوية كذلك..،وفي هذا السياق، يمكن طرح إشكاليتين مركزيتين مفادهما: إلى أي حدٍّ يمكن أن تكون الدولة الأموية دولة فاتحة؟ وهل تستحق فعلا أن توصف بالدولة الإنسانية لرحمتها بالأقليات فترة حكمها؟ يتبع هذين الاشكالان المنهجين التاريخي والتحليلي، لذلك يقتضي الأمر جمع طبيعة المادة العلمية التي تقف على تلك الاحداث التاريخية على اعتبار معالجة قضية هذا الموضوع.

الكلمات المفتاحية

العهد الاموي- الانظمة - المنهزم- الفتوحات الاسلامية