مجلة الاستيعاب
Volume 2, Numéro 2, Pages 72-86
2020-05-20

دعوى التجـــديد في علم الكلام.

الكاتب : محمد مهدي لخضر بناصر .

الملخص

مثّل علم الكلام جانبا هاما من الفلسفة الإسلامية، ذلك لأنه العلم المتكفل بالدفاع عن العقائد الإيمانية وإثباتها بالدليل العقلي في مواجهة المشككين والمخالفين؛ وقد ظهرت في الأزمنة الأخيرة جهود كلامية حديثة، اختلفت تأصيلات مُنظّريها فيها -وكذا آراء الباحثين - من حيثيات مختلفة، أهمها حيثيتان:1-القبول والرد، 2- التكييف والتوصيف. فمن جانب القبول، سعى أهله لتقديم مشروعين -وذلك بحسب اختلاف مشاربهم-: الأول:يعنى بإحياء ما اندرس، وتقويم ما انحرف، وأيضا مواجهة الأفكار ومسايرة الحوادث والوقائع المتجددة، من خلال فهمها فهما صحيحا لا يخرج في مضمونه عن نصوص الشريعة ومقاصدها، الثاني: مشروع متكامل مستقل عن القديم، يتناول بمناهج جديدة ورؤى مستقبلية، بحيث لا تلتفت للقديم ولا تنظر إليه، ولا تشترك معه إلا في المصطلاح. وفي المقابل يرى الرافضون للتجديد أن إعادة بعث المباحث الكلامية، غير مفيد البتة، وهو مجرد ترف فكري، لأن البحث فيه غالبا ما يكون متأثرا بالفلسفات والنظريات اليونانية القديمة. أما عن حيثية التوصيف والتكييف، فيتمحور الإشكال فيها حول وصف هذه الجهود الكلامية الحديثة هل هي "تجديد في علم الكلام"، أمهي "كلام جديد"، والإجابة عن هذا الإشكال يكون بحسب اتجاهاتهم في التجديد؛ فبينما يعني التجديد في علم الكلام: الحفاظ على المسائل والمناهج والتي توصف بكونها القديمة، وإدراج مسائل جديدة معاصرة؛ فإن وصف "الكلام الجديد" هو وصف يُتجاوز فيه الكلام القديمة فكرة ومنهجا ومصطلحا، ويتحدث عن علم كلام جديد يحمل فلسفة جديدة للدين ومعرفة تختلف عن العلم القديم.

الكلمات المفتاحية

علم الكلام، التجديد، الاتجاهات.