مجلة الاستيعاب
Volume 1, Numéro 2, Pages 127-152
2019-05-20

ابن مرزوق الحفيد ومنهجه في التأليف -كتاب نور اليقين في شرح حديث أولياء الله المتقين-أنموذجا"

الكاتب : مبارك بن دراجي .

الملخص

تشهد الحاضرة العلمية الجزائرية في الآونة الأخيرة هبة علمية في إحياء تراثها، وإبراز جهود علمائها في خدمة الإسلام عموما، ومذهبها الفقهي والعقدي السائد خصوصا، وقد حضيت الجزائر بعدة حواضر علمية كان لها إسهام كبير في مجال التأليف ونشر العلم الشرعي، تمتد جذوره إلى العصور الأولى للفتح الإسلامي، وتعتبر حاضرة تلمسان من الحواضر التي رسمت بصمتها في هذا المجال وأخذت منه بحض وافر، بفضل علماء أفذاذ في علوم شتى، من أمثال العلامة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق التلمساني المعروف بالحفيد، ابن عائلة المرازقة التي ورث العلم كابرا عن كابر، وصاحب التصانيف الكثيرة والمتنوعة، الذي أخذ بتلابيب اهتمامنا لمعرفة منهجيته في التأليف من خلال كتابه "نور اليقين في شرح حديث أولياء الله المتقين" الذي جمع فيه بين عدة فنون، سعيا منه إلى شرح حديث الأبدال الذي أخرجه الحافظ أبو نعيم في "الحلية"، مستهلا له بتمهيد عن سبب تأليفه ثم مقدمة في مصطلح الحديث ذكر فيها أنواع الحديث وما يحسن لطالب هذا الفن أن يعرفه، ثم شرع في شرح الحديث لفظة لفظة مستعينا في ذلك باللغة والآيات وأوجه القراءات والأحاديت والآثار والتفسير، وعلم الكلام ...إلخ، مما ألبسه حلة مرصعة بالفوائد والنكت، خاصة مع غوصه في خلافات العلماء وأصحاب الفنون، ليضرب معهم بسهم وكأنه ابن بجدتها، فيرجح ما رآه صوابا في غير تعصب أو تحيز، ثم ختم كتابه بخاتمة اشتملت على مسألتين؛ الأولى: في إثبات الكرامة والفرق بينها وبين المعجزة، والثانية: في تفضيل الأنبياء على الملائكة. مخففا في مناقشة أدلة العلماء تخفيف المتعجل للختام. ليكشف عن سيل متدفق وبحر زخار، وعالم من صنف الحفاظ الكبار لم تعطه يد الاهتمام حقه. مما يستوجب تكثيف الجهود وشحذ الهمم لخدمة مؤلفاته.

الكلمات المفتاحية

ابن مرزوق الحفيد- منهج- - التأليف - كتاب نور اليقين