أدبيات
Volume 1, Numéro 1, Pages 110-114
2019-06-15

مقاييس تعليمية اللغة العربية من منظور التفكير اللغوي للسانيات العربية واللسانيات الحديثة -دراسة مقارنة تقابلية

الكاتب : أحمد مداني .

الملخص

إذا كانت التعليمية " didactic" هي الدراسة العلمية لطرائق التدريس و تقنياته و لأشكال تنظيم مواقف التعليم التي يخضع لها المتعلم قصد بلوغ الأهداف المنشودة على المستوى العقلي و المعرفي أو الوجداني أو الحس الحركي المهاري، فإن دراستها هذه تحتاج إلى ضوابط وأسس نظرية تنطلق من التفكير اللساني و اللغوي الذي أفرزته الدراسات اللغوية عند علماء التراث أو ذلك التنظير العلمي للغة والذي جاء إثر ظهور الأفكار اللسانية الحديثة في أوروبا ، لا سيما أفكار اللساني فرديناند دي سوسير " f. dessausure " . الذي ساهم بقسط كبير في بلورة نظرة علماء اللسان إلى اللغة ، ولم يكن هو الوحيد في هذا الاتجاه بل هناك ععد كبير من اللسانيين الذين أضافوا إلى فكره أفكارا ، صارت بعد ذلك نظريات لسانية لا يمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها في أي بحث يمس اللغة أو يتعلق بأحد علومها، حيث نجد تلك المقولات اللسانية حاضرة في كل دراسة لغوية ، فكيف إذا تعلق الأمر بتعليم اللغة نفسها، وعليه فإن معلم اللغة يجب عليه أن يستعين بما قدمته الدراسات اللغوية العربية القديمة واللسانيات الحديثة، كما لا يسعه أن يتجاهلها أثناء أداء دوره التعليمي مع المتعلمين ، وأن يحاول تطبيق أو على الأقل مراعاة تلك النظريات أو الأفكار اللسانية التي قررها علماء اللسانيات العربية كأمثال الجاحظ أو ابن جني أو عبد القاهر الجرجاني أو ابن خلدون وغيرهم ، ويربط بينه وبين ما أنتجه علماء اللسانيات الحديثة ، خاصة أن أعلام اللسانيات العربية في التراث اللغوي القديم ، يعتبرون الرواد المؤسسين للعلوم اللغوية منذ القدم ، سواء أ تعلق الأمر بالعلوم الأدبية أو النقدية ، المتعلقة بنقد الشعر و النثر ، كالموازنة بين أنواع الشعر وطبقات الشعراء والمفاضلة بين فنون الشعر وفنون النثر، أوطرح قضايا نقدية كقضية جدلية اللفظ والمعنى، أم كان الأمر مرتبطا بأفكار لسانية صرفة ، كطرحهم لفكرة النظم التي مهدت السبيل أمام عبد القاهر الجرجاني ليتبنى هذه الفكرة ويجعلها نظرية قائمة بذاتها ، كما أن أفكارهم تميزت بالترابط حيث إن كل فكر يخدم الفكر السابق ويتمم علق به من نقص ، فلولا أفكار الجاحظ مثلا لما استطاع الجرجاني أن يصنع شيئا ، ولعل تأثيرهم اللغوي هذا ، تجاوز عصرهم إلى عصر اللسانيات الحديثة ، إذ نجد مقولاتهم اللسانية تتقاطع مع المقولات اللسانية التي نوصل إليها علماء اللسانيات الحديثة ، إذ وجد الباحثون في حقل علم اللغة الحديث أن مقولاته تتقاطع مع تلك التي توصل إليها اللسانيون المعاصرون ، مما يدل على أن منظورهم لعلوم اللغة بصفة عامة ، لم يكن تعوزه الفكرة اللغوية الصحيحة بقدر ما كان يفتقر إلى المصطلح الدقيق،ومن ثم فقد طرحوا قضايا لغوية يمكن مقارنتها بنظائرها لدى اللسانيين الحداثيين والاستفادة منها في حقل تعليمية اللغات عامة وتعليمية اللغة العربية خاصة. استنادا إلى هذا السياق ، يمكن طرح الإشكال الآتي : ما هو المنظور اللساني للتنظير اللغوي عند علماء اللسانيات العربية ؟ وما هي تلك التقاطعات اللسانية بينه وبين التفكير اللساني الحديث ؟ وما هي إمكانية استفادة حقل تعليمية اللغة العربية من ذلك التفكير ؟

الكلمات المفتاحية

تعليمية اللغة العربية؛ اللسانيات العربية؛ اللسانيات الحديثة