موازين
Volume 2, Numéro 2, Pages 121-128
2020-12-01

قصيدة: معلَّقة العفاريت

الكاتب : محمد تاج الدين الطيبي .

الملخص

هذه القصيدةُ محاولة للتطهر من رهق الحداثة، ونزق المادية، ونزف المدنية وزيفها، هي رحلة خيالية إلى مضارب نجد، حيث كانت مسارح آرامها، وخدور غيدها، وملاعب جنها، عسى أن يجد فيها القـارئ الكريم صورةً عن (وطن الهوى الأول) بالجزيرة العربية (حجازاً وتهامةً ونجدا)، وسيجد ثلةٌ من القراء غريبا من الألفاظ والتسميات والرموز أحاول أن أشرح قسطا منها، والقصيدة جديدة قديمة، قديمة بأفكارها المستوحاة من تراث البادية العربية العريقة الضاربة بجذورها إلى ما قبل (عدنان) و(قحطان)، وهي جديدة بانتظامها على هذا الشكل من الكتابة، وللإيغال في تلك الرحلة تعمدت السفر بالقارئ إلى (بني الشيصبان) قبيلةِ الجن التي ورد ذكرها في السيرة النبوية وتراث العرب، وإلى أسطورة (وادي عبقر) الذي اشتق منه العرب وصف العبقرية، وإلى أسواق العرب (عكاظ، وذي المجاز، والمربد، ومجنة)، وإلى مرابع العرب ودِمنها بـ(الدهناء والخيف والمقراة ورامة)، وللقارئ أن يُحَسّن حاسة الشم لديه بذكر أشجار ونبات (الأراك والعرار والصندل والبشام والثمام والشيح والقيصوم)، كما له أن يسْتدْفأ باللهب الخالد الذي يستوقده من ذلك الحطب الجزل (القتاد والغضَى)، فهو مما يدرأ به قَـرَّ أيام الشتاء العربية (أيام العجوز) وما يتخللها من يومي(الصنَّبْر والصن) في انتظار شهر الحر والظمأ (ناجر)، وبينهما متعة (الوسمي) أولُ غيث الربيع وارتياده مراتعَ (المها)، ولا ينتشله من تلك النشوة إلا ادِّكارُه أشباحَ (السعالي والغيلان) وتلوناتها بليل نجد الألْيَل، وليس له بعد استنكافه هوانَ سلفه العربي أمام (العفاريت) إلا التعوذ بشهب الوحي ورجوم السماء، وإمعانا في التطهر اقتبست من نور التنزيل الحكيم أفانينَ وكلماتٍ كان لها الفضل في ترسيخ مركزية الجزيرة وقداستها.

الكلمات المفتاحية

محمد تاج الدين الطيبي، معلقة العفاريت، عفريت الشعر، مرابع الشعر العربي، الشعر العربي