مجلة الابداع الرياضي
Volume 4, Numéro 3, Pages 143-154
2013-11-15

الاعلام الرياضي ودوره في تنامي العنف بالملاعب اليمنية

الكاتب : محمد حسين النظاري .

الملخص

للإعلام الرياضي (الصحافة الرياضية) دور مؤثر على الجماهير، فهو يسهم في تحريكهم وتوجيههم، وقد يكون ذلك التوجيه بصورة خاطئة، مما يولّد التعصب الذي يقود الى تفشي ظاهرة العنف داخل الملاعب اليمنية، وهو سلوك غير مرغوب فيه، لما يخلفه من أضرار معنوية وجسدية ومادية، فالمباريات بسببه مهددة بالإلغاء، خوفاً من انتقال اثاره السيئة لمراحل خطيرة يصعب السيطرة عليها، وليس ببعيد عنا ما جرى من أحداث دامية في مدينة بور سعيد المصرية بين فريقي المصري والأهلي يوم الاربعاء 1-2-2012م، والتي نتج عنها قتل 73 مشجعاً عقب موجة شغب اجتاحت الملعب فور اعلان الحكم لصافرة انتهاء المباراة، وهو ما ألغى الدوري المصري، الى جانب الشغب الذي حدث بمدينة سعيدة الجزائرية يوم السبت 14-4-2012م، والذي أصيب فيه ستة لاعبين وأحد المسيرين من فريق اتحاد العاصمة بجروح، في أعمال شغب عقب نهاية المقابلة ضد مولودية سعيدة، بالرغم من تعادل الفريقين (بهدف لهدف) برسم الجولة ال 25 لبطولة الرابطة الوطنية الأولى المحترفة لكرة القدم، إضافة لأحداث الشغب التي أوقفت مباراة الربع الهائي في دوري ابطال افريقيا بين النجم الساحلي والترجي، وكلاهما تونسيان، في 21-8-2012م، بعد اجتياح الجماهير لأرضية الملعب، مما اضطر وزير الرياضية التونسي ايقاف الدوري نهائياً. ناهيك عن الاحداث المؤسفة التي تعرضت لها بعثة المنتخب الجزائري لكرة القدم أثناء خروجها من مطار القاهرة باتجاه الفندق ضمن تصفيات كأس العالم عن القارة الافريقية عام 2009م، حيث تم رميها بالحجارة مما اصاب اللاعبين، وأدى الى نشوب أزمة بين البلدين إثر التصعيد الاعلامي الذي لم يُدن ذلك العنف. كل تلك الاحداث المؤسفة التي التصقت بممارسة لعبة كرة القدم قد شهدتها المباراة الختامية لكأس الرئيس اليمني 27-6-2012م، بين أهلي صنعاء وهلال الحديدة، حيث شهد اللقاء احداث شغب في نهاية شوطه الأول أدى الى إيقافه، مما جعل الاتحاد يحسم النتيجة والكأس لصالح الهلال بقرار اداري، كونه كان متقدماً حينها بهدف للاشيء. كما أن الأحداث التي رافقت الأزمة السياسية في اليمن بين عامي 2011-2012م وحالات الشغب التي اجتاحت الشوارع، والتي نقلتها وسائل الاعلام للعالم، جعلت الاتحاد الدولي لكرة القدم، يحظر على الاندية والمنتخبات اللعب داخل اليمن، مما حرمها فرصة اللعب على أرضها، وفوّت على الجماهير اليمنية مشاهدة الاندية والمنتخبات الخارجية، وما زال الحظر ساريا حتى نهاية سبتمبر 2013م. ومن هنا يتضح لنا كيف يلعب الاعلام الرياضي دورا سيئا في إثارة الشغب، وهو دور سلبي يحوّل مسار المباريات من ساحة نزال رياضي شريف الى حالة هي أشبه بالاقتتال الأهلي، وهو ما يعطي شرعية لتسليط العقوبات من الاتحادات القارية والدولية، كما هو حاصل اليوم في اليمن، والتي هي ممنوعة من اللعب على أرضها منذ عام 2011م.

الكلمات المفتاحية

الاعلام الرياضي - تنامي - العنف بالملاعب اليمنية